أفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات بمواصلة الضغط على سكان قطاع غزة لدفعهم نحو المناطق الجنوبية، في خطوة تهدف إلى فصلهم جغرافيًا عن حركة حماس، وفق ما نقلته مصادر مطلعة على فحوى التوجيهات.
خطة ميدانية لإعادة تموضع السكان
بحسب التقرير، فإن التوجيهات تشمل تعزيز العمليات الميدانية التي تُجبر السكان على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، مع التركيز على منع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية في الوقت الراهن.
وتُعد هذه السياسة جزءًا من خطة أوسع تسعى، بحسب المصادر، إلى "إضعاف البنية الاجتماعية واللوجستية التي تستند إليها حماس في الشمال".
وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من سكان غزة نزحوا بالفعل إلى الجنوب منذ بداية التصعيد، وسط ظروف إنسانية صعبة ونقص حاد في المساعدات والخدمات الأساسية.
أهداف سياسية وأمنية وراء التحرك
يرى مراقبون أن هذه التوجيهات تعكس توجّهًا سياسيًا وأمنيًا لإعادة رسم الواقع الجغرافي والديموغرافي في القطاع، بما يخدم أهدافًا استراتيجية طويلة المدى.
ويُعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقليص نفوذ حماس في الشمال، وخلق واقع ميداني جديد يُصعّب على الحركة إعادة تنظيم صفوفها.
تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية
في المقابل، حذّرت منظمات إنسانية من أن استمرار الضغط على السكان المدنيين ودفعهم قسرًا نحو مناطق محدودة المساحة في الجنوب، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة في ظل تدهور البنية التحتية ونقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان لها: "الوضع في جنوب غزة لا يحتمل مزيدًا من النزوح. المستشفيات مكتظة، والملاجئ غير صالحة للسكن، والناس يواجهون خطر المجاعة والمرض."
مستقبل غامض وسط تحركات ميدانية متسارعة
مع استمرار التوجيهات السياسية والعسكرية بإعادة تموضع السكان، يبقى مستقبل قطاع غزة غامضًا، وسط تساؤلات حول الأهداف النهائية لهذه السياسات، وإمكانية التوصل إلى تسوية شاملة تُنهي معاناة المدنيين وتفتح الباب أمام استقرار دائم في المنطقة.
طالع أيضًا:
نتنياهو يتعهد: تحرير جميع الرهائن والقضاء على حماس حتى الجذور