رغم أنها قد تبدو مجرد قطعة حلوى بسيطة، تحوّلت الشوكولاتة على مدار التاريخ إلى رمز للمشاعر الرومانسية، ورافقت قصص العشاق في مختلف الثقافات.
واليوم، أصبحت جزءًا أساسيًا من تقاليد عيد الحب حول العالم. لكن ما الذي يجعل الشوكولاتة تتجاوز كونها طعامًا لتُصبح أشبه بـ"لغة القلب"؟
في مناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة، نأخذك في جولة عبر الزمن لاكتشاف العلاقة العاطفية العميقة بين الشوكولاتة والحب، من الجذور القديمة إلى التفسيرات العلمية الحديثة.
بداية الحكاية: مشروب الحب عند الأزتيك
ترتبط العلاقة بين الشوكولاتة والحب بتاريخ طويل يعود إلى حضارة الأزتيك، حيث كان الكاكاو يُستهلك كمشروب منشط، واعتُبر "إكسيرًا للحب والخصوبة".
وكان الإمبراطور مونتيزوما الثاني يتناول كميات كبيرة منه يوميًا لتعزيز طاقته ورغبته، حسب ما أورده موقع "Totally Chocolate".
وعندما وصلت الشوكولاتة إلى أوروبا، تحوّلت إلى مشروب فاخر يُقدم في مجالس النبلاء، ووصفها المغامر الإيطالي الشهير "كازانوفا" بأنها "مشروب الحب" بلا منازع.
من الأسطورة إلى الطقس: متى أصبحت الشوكولاتة هدية حب؟
يرتبط يوم الحب الحديث بجذور رومانية قديمة، وتحديدًا بمهرجان "لوبركاليا"، الذي احتُفل به كرمز للخصوبة.
وفي القرن الخامس الميلادي، أقرّ البابا جيلاسيوس الأول يوم 14 فبراير لتخليد ذكرى القديس فالنتاين، الذي كان يعقد زواج العشاق سرًا.
لكن دخول الشوكولاتة إلى تقاليد عيد الحب لم يحدث إلا في القرن التاسع عشر، حين كتب الشاعر الإنجليزي جيفري تشوسر قصيدة ربط فيها بين "فالنتاين" والحب.
وبعدها، ازدهرت قصائد العشاق ورسائلهم، حتى جاءت لحظة التحوّل الكبرى مع تصنيع أول لوح شوكولاتة صلب عام 1847، وظهور أول علبة شوكولاتة على شكل قلب عام 1861، التي أطلقها ريتشارد كادبوري.
ومن هنا، بدأت عادة تقديم الشوكولاتة كهدية رومانسية تنتشر في العالم.
لماذا تمنحنا الشوكولاتة إحساسًا بالحب؟
من منظور علمي، لا تُعتبر الشوكولاتة مجرد طعام لذيذ، بل هي محفّز كيميائي للمشاعر. فهي تحتوي على مركب "فينيل إيثيل أمين" (PEA)، المعروف باسم "مادة الحب"، والذي يحفّز إفراز الدوبامين، المسؤول عن الإحساس بالنشوة والفرح.
كما تحتوي على السيروتونين الذي يحسّن المزاج، بالإضافة إلى الكافيين والثيوبرومين اللذين يعززان الانتباه والطاقة، فضلًا عن الإندورفين الذي يخفف التوتر ويمنح شعورًا بالراحة والمتعة.
الشوكولاتة بالأرقام: لغة الحب الأكثر رواجًا
تشير الإحصاءات إلى الشعبية الساحقة للشوكولاتة كهدية رومانسية.
ففي الولايات المتحدة، وصلت مبيعات الحلوى في موسم عيد الحب لعام 2022 إلى 4.1 مليار دولار، بينما أظهر استطلاع في عام 2023 أن 93% من الأشخاص يفضلون تلقي الشوكولاتة في عيد الحب.
ومع انتشار ثقافة الهدايا بفضل العولمة، أصبحت الشوكولاتة أيقونة رومانسية تحتفل بها شعوب من مختلف القارات، من آسيا وأفريقيا إلى أوروبا والأمريكتين.
طالع أيضًا
