أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من حجم الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبراً أن هذا التفاوت في المساهمات بين الدول الأعضاء "غير عادل" ويجب مراجعته.
ترامب: واشنطن تتحمل العبء الأكبر
قال ترامب في تجمع جماهيري بولاية فلوريدا: "الولايات المتحدة تدفع أكثر بكثير من أي دولة أخرى في الناتو، وهذا ليس عدلاً لشعبنا ولا لاقتصادنا، يجب على الدول الأخرى أن تتحمل نصيبها العادل من المسؤولية."
وأشار إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الحلف لا تفي بالتزاماتها المالية التي تم الاتفاق عليها، والتي تنص على تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، بينما تتجاوز مساهمة الولايات المتحدة هذا الحد بكثير.
دعوة لإعادة التوازن داخل الحلف
طالب ترامب بإعادة النظر في آلية تمويل الحلف، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك مساهمات متوازنة تعكس قدرات كل دولة ومسؤولياتها، وأضاف أن استمرار الوضع الحالي يضع عبئاً غير مبرر على دافعي الضرائب الأمريكيين، ويقوض مبدأ الشراكة المتساوية الذي تأسس عليه الحلف.
ردود فعل دولية متباينة
أثارت تصريحات ترامب ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والدبلوماسية، ففي حين أيد بعض المراقبين دعوته لإعادة تقييم التمويل، اعتبر آخرون أن مثل هذه التصريحات قد تؤثر على تماسك الحلف في ظل التحديات الأمنية العالمية.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أوروبي، إن "النقاش حول التمويل مشروع، لكن يجب أن يتم في إطار من الحوار البناء وليس عبر التصريحات الإعلامية التي قد تثير التوتر."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
بيان من الناتو: "الالتزام الجماعي أساس قوتنا"
في رد رسمي، أصدر حلف الناتو بياناً جاء فيه: "نحن نرحب بالنقاش حول تقاسم الأعباء، لكننا نؤكد أن التزام جميع الأعضاء هو ما يجعل الحلف قوياً وفعالاً، الولايات المتحدة شريك أساسي، ونقدر مساهمتها الكبيرة، كما نعمل مع جميع الأعضاء لضمان التوازن والعدالة في التمويل."
نقاش مستمر حول مستقبل التحالف
تصريحات ترامب تعيد إلى الواجهة نقاشاً قديماً حول دور الولايات المتحدة في الناتو، وتفتح الباب أمام مراجعة محتملة لآليات التمويل والتعاون داخل الحلف، وبينما يرى البعض في هذه الدعوة فرصة لإصلاحات ضرورية، يحذر آخرون من أن أي خلل في التوازن قد يؤثر على وحدة الحلف في مواجهة التحديات العالمية.
طالع أيضًا: