أكد المحامي أسامة السعدي أن اعتقال الصحفي ناصر اللحام ليس بُعدًا شخصيًا، بل يأتي في سياق هجمة مستمرة على حقوق الإنسان وحرية التعبير، خاصة ضد الصحفيين في الداخل الفلسطيني.
وسبق أن اعتُقل الصحفي اللحام فجرًا يوم الاثنين من منزله في بيت لحم، وتم نقله من معتقل "المسكوبية" إلى سجن "عوفر"، ومن المقرر أن تُعقد له جلسة محكمة غدا الخميس.
وأوضح السعدي، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن توقيت الاعتقال يثير التساؤلات، حيث جاء بعد انتهاء المواجهات في الشمال والحرب مع لبنان وإيران، رغم أن أمر الاعتقال صدر أثناء الحرب على إيران، لكن التنفيذ تم بعد أسبوعين من إصدار مذكرة الاعتقال من محكمة الصلح في القدس.
وأشار السعدي إلى أن التهم الموجهة لناصر اللحام تتعلق بالتحريض والعمل لصالح قناة الميادين التي تعتبرها السلطات الإسرائيلية تابعة لحزب الله، وتم إخراجها عن القانون في إسرائيل.
وأضاف أن جلسة المحكمة العسكرية ستعقد غدًا للنظر في طلب تمديد اعتقال اللحام، وسط غموض حول المخالفة المحددة التي تم بموجبها اعتقاله، حيث تركز الشرطة في ادعاءاتها على إدارته لمكتب الميادين.
السعدي يحذر من تصعيد ضد الإعلاميين في الداخل الفلسطيني
وشدد السعدي على أن الهدف الحقيقي من الاعتقال هو إسكات صوت ناصر اللحام الحر والجريء، معتبرًا أن هذه السياسة تستهدف كل الصحفيين العرب في الداخل، حيث تكررت في الآونة الأخيرة ملاحقات واعتقالات لصحفيين آخرين، مثل سعيد حسنين، بسبب مقابلاتهم أو مشاركاتهم مع قنوات تعتبرها إسرائيل معادية أو محظورة.
وأوضح السعدي أن استضافة أي شخص من الداخل الفلسطيني في قنوات مثل الميادين لا يشكل بحد ذاته خرقًا قانونيًا، لكن الحكومة الحالية بقيادة بن غفير تتبع سياسة قمعية، حيث يتم ملاحقة الصحفيين وحتى التغريدات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي للاعتقال.
ولفت إلى أن الهوامش الديمقراطية التي كانت تدعيها إسرائيل تتآكل، وأن الشرطة والنيابة وحتى المحاكم باتت تتماهى مع هذه السياسة، ولا تدافع عن الحقوق والحريات الأساسية.
ملف اللحام سياسي بامتياز واعتقاله يهدد حرية التعبير
وأعرب السعدي عن قلقه على صحة ناصر اللحام، الذي يعاني من أمراض قلب مزمنة ويحتاج إلى أدوية منتظمة، محذرًا من إمكانية اللجوء إلى الاعتقال الإداري في حال فشل السلطات في بناء ملف اتهام متكامل ضده، كما حدث مع صحفيين آخرين في السابق.
وأكد أن هناك توقعات باعتقالات إضافية لأشخاص من المجتمع الفلسطيني في الداخل، وأن الاعتقال الحالي مخطط له بعناية، وليس نتيجة للظروف الأمنية أو المواجهات العسكرية.
واختتم السعدي حديثه بالتأكيد على أن اعتقال ناصر اللحام يمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف الصحفيين والحريات الإعلامية في الداخل الفلسطيني، وأنه سيواصل الدفاع عن اللحام وكل الصحفيين المعتقلين، مطالبًا المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات.