أعلن المحامي أسامة السعدي، أنه سيتم اليوم الإفراج عن الصحفي الفلسطيني ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة "معا" ومدير مكتب قناة "الميادين"، مؤكدا انتصار المعركة القضائية التي خاضها فريق الدفاع، بعد تسعة أيام من احتجاز قسري وصفه بأنه "تعسفي واستهداف واضح للعمل الصحفي الفلسطيني وحرية التعبير".
وقال السعدي في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس: "منذ اليوم الأول واجهنا ادعاءات قانونية إسرائيلية، خاصة بما يتعلق بما يسمى حظر قناة الميادين".
وأضاف: "أوضحنا أن الكابينيت في إسرائيل ووزير الاتصالات أصدروا قراراً بمنع الميادين داخل مناطق 48، لكن لا يوجد أمر مماثل في المناطق المحتلة، ولا أي قرار من السلطة الفلسطينية، ولا تلقى ناصر أو أي صحفي أي إنذار أو إخطار أو إغلاق للمكاتب، ورفضنا بقوة هذه الذريعة".
وأشار المحامي إلى تفاصيل سير القضية قائلاً:"القاضي في التمديد الأول أعطاهم أربعة أيام لاستكمال التحقيق، ثم مدد لثلاثة أيام أخرى بسبب غياب أي تقدم. اليوم صباحاً، كان من المفترض عقد جلسة، لكن الشرطة أبلغتنا بإطلاق سراح اللحام رسمياً".
وأكد السعدي: "هذا يعني أن المسار القضائي انتهى تماماً، ولم يكن هناك أي أساس لائحة اتهام – كان التخوف أن تتخذ الشرطة خطوة اعتقال إداري، لكنها لم تحدث".
ما التهم التي واجهها ناصر اللحام؟
وأوضح السعدي أن التهم التي زُج بها اللحام تمحورت حول "التحريض، تقديم خدمات لقناة محظورة، التماثل مع منظمة إرهابية ودعم الإرهاب"، مضيفًا: "عندما ثبت عدم وجود أمر عسكري بخصوص الميادين، حاولوا إيجاد أي دليل في مقالات وكتابات وظهور الزميل ناصر، لكن لم يُقدم شيء جدي".
وأكد أن التحقيق كان ضعيفًا ومبنيا على الدوافع السياسية المرتبطة بتزامن الحرب على إيران وترهيب الصحفيين الفلسطينيين، قائلاً: "كان الهدف إخراس كل صوت معارض للحرب، وناصر معروف بمواقفه."
رفض التلويح بالاعتقال الإداري
وعن المخاطر المستقبلية، حذر السعدي من توسع سياسة ملاحقة الإعلاميين والمهنيين المشاركين في الشاشات أو الندوات، قائلاً:
"أي مشاركة إعلامية قد تعرض الصحفي أو المحلل للمساءلة. تلقينا تحريضًا مباشرًا ضد صحفيين آخرين، لكن النيابة اضطرت للاعتراف بعدم وجود شبهات - لم يصدر بحقهم اعتقال".
وأوضح السعدي: "تواجد الصحافة الإسرائيلية في المحاكم، ومراقبتهم لسير الملف، جعل إصدار أمر اعتقال إداري ضد اللحام سيشكل عبئًا وحرجًا كبيرًا على إسرائيل".
انتصار قانوني وحقوقي للإعلام الفلسطيني
واعتبر السعدي أن ما جرى "تجربة جديدة لإرهاب الإعلام الفلسطيني.. لكنها انتهت اليوم بفرحة كبيرة لعائلة اللحام وكل القطاع الصحفي ومناصري حرية الكلمة".
واستطرد مؤكدًا: "الإفراج عن ناصر انتصار لكل صحفي فلسطيني ولكل صوت حر، وسنستمر بالتصدي لكل سياسات تكميم الأفواه والاعتقالات التعسفية".