أكد باسل خلف، مراسل التلفزيون العربي في قطر، أن الجولة الحالية من مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في الدوحة لا تشهد أي اختراق حقيقي رغم كثرة التسريبات والمواقف الإعلامية.
ووفق مصادر فلسطينية مطلعة، أوضح خلف، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن "المفاوضات تراوح مكانها منذ يوم الأربعاء، ولا يوجد أي تقدم يذكر في ملف الخرائط ولا تسلّم خرائط جديدة"، حيث نفت جهات في المقاومة بشكل قاطع إضافة أي مستندات أو تنازلات تتعلق بالانتشار الميداني للقوات الإسرائيلية.
ووصف خلف المشهد الإعلامي بأنه يعاني من تضليل وحملة خداع واسعة تستهدف تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية تعثر الجولات، قائلاً:
"هناك حملة تضليل وكذب وخداع، حسبما جاء عن لسان مصدر في المقاومة الفلسطينية، إسرائيل لا تريد أن ينسحب وفق خرائط جديدة".
وأشار إلى أن ملف المساعدات الإنسانية شديد التعقيد، خاصة مع استمرار سقوط الضحايا في مناطق توزيعها، مشيرا إلى ارتقاء تسعة فلسطينيين صباح اليوم نتيجة الاختناق والتزاحم.
وسلط "خلف" الضوء على الجدل الدائر حول موضوع المنطقة "الإنسانية" التي تسعى إسرائيل لفرضها جنوب القطاع، موضحًا أن هذا المقترح يثير قلقًا عارمًا لدى الفصائل الفلسطينية والمنظمات الدولية، ويقول:
"سيتم سجن 600 ألف فلسطيني في منطقة تمثل فقط خمس مساحة القطاع، منقطعون عن العالم ولا أحد يقدر على الدخول أو الخروج".
وأضاف أن مقاومة الفصائل لهذا الطرح شديدة، حيث تؤكد أنه "لا يمكن القبول بهذه المقترحات لا شعبياً ولا سياسياً، لأنها تضع الفلسطينيين على حافة التهجير الدائم".
وأفاد بأن النقاشات مع الوسطاء لم تثمر عن صيغة وسطية يمكن أن تقبلها غزة.
أما على مستوى سير المفاوضات، فقد أوضح خلف أن لا تقدم جدياً تحقق حتى الآن، وهو ذات ما أكده الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الذي صرح بعدم وجود إطار زمني واضح لجولات الحوار، وأن كل اللقاءات في الدوحة لاتزال في طورها الأول، بينما يغادر وفدا الطرفين المؤتمرات الصحفية دون أي إعلان عن اتفاق.
وأشار إلى أن الوفدين من حماس وإسرائيل ما زالا في الدوحة، كذلك الدور المصري لا يغيب عن المشهد "رئيس المخابرات المصري تواجد بنفسه في الدوحة وأدار جولة مفاوضات".
وتطرق خلف إلى تصريحات أمريكية صدرت مؤخراً من البيت الأبيض، وتحديدًا عن الرئيس السابق ترامب، والتي لم تترجم على الأرض لأي ضغط ملموس أو جدول زمني مقنع، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب حول اختراق وشيك للمفاوضات فاقدة للدقة و"ليست المرة الأولى التي يقدم فيها وعودًا ثم تتبدد دون نتائج".
وشدد على أن إسرائيل قدمت خلال جولات الدوحة مقترحات جديدة توسع من سيطرتها على القطاع لكن دون أي تنازل جوهري عن مطالب المقاومة، قائلًا: "حديث الدعم الأمريكي وقرارات ترمب ظلت بلا أثر حقيقي على طاولة المفاوضات".
واختتم باسل خلف بتأكيده أن جولات الحوار في الدوحة مستمرة "لكن بلا تقدم حتى الآن"، وأن كل المحاولات وسط أوضاع إنسانية كارثية في غزة وأجواء من الترقب الحذر شعبياً وسياسياً تخيم على المشهد الفلسطيني بالكامل.