في تصعيد عسكري جديد، شنّت إسرائيل، اليوم الأربعاء، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية في العاصمة دمشق وجنوب البلاد، أبرزها بوابة الدخول إلى مجمع هيئة الأركان العامة السورية، بذريعة حماية "الدروز" في محافظة السويداء، حيث تتواصل منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه ينفّذ الهجمات بناءً على توجيهات المستوى السياسي، مشيراً إلى أنه يواصل مراقبة الأوضاع في السويداء ويبقى في حالة تأهب قصوى.
كما عززت إسرائيل انتشارها العسكري قرب الحدود السورية، بعد الدفع بثلاث سرايا جديدة إلى المنطقة.
كما احتشد الآلاف من دروز الجولان بالقرب من السياج الحدودي في الجولان، وقاتم الجيش الإسرائيلي بمنعهم من دخول سوريا بواسطة القنابل المسيلة للدموع.
إصابة مدنيين جراء غارات إسرائيلية
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن إصابة عدد من المدنيين جراء غارات إسرائيلية استهدفت مدينة السويداء، فيما أكدت وزارة الدفاع السورية استمرار عمليات الرد على مصادر النيران داخل المدينة، داعية الأهالي إلى الالتزام بمنازلهم والتبليغ عن المجموعات الخارجة عن القانون.
وفي تطور لافت، هدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بتوسيع نطاق الهجمات وزيادة وتيرتها حتى انسحاب القوات السورية من السويداء، مشيراً إلى التزام إسرائيل بسياسة نزع السلاح في المنطقة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ارتفاع القتلى في السويداء إلى 248
ووفقا لآخر حصيلة أعلنها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ارتفع عدد القتلى منذ اندلاع المواجهات الأحد الماضي إلى 248، بينهم 64 مسلحاً درزياً، و28 مدنياً، بينهم 21 أعدموا ميدانياً برصاص قوات الأمن السورية، إضافة إلى 138 قتيلاً من عناصر وزارتي الدفاع والأمن، و18 مقاتلاً من العشائر، بعضهم قضى في القصف الإسرائيلي.
وأكدت وزارة الدفاع السورية أن بعض المجموعات المسلّحة استأنفت هجماتها رغم التوصل إلى اتفاق سابق لوقف إطلاق النار مع وجهاء السويداء، وأوضحت أن الجيش يتعامل مع مصادر النيران بحذر لحماية المدنيين وتهيئة الظروف لعودة السكان الذين نزحوا عن المدينة.
من جهته، أفاد المرصد بأن المعارك تتركز حالياً في محيط ساحة تشرين بمدينة السويداء، وسط عمليات "كر وفر" متواصلة بين القوات الحكومية والعشائر.
وذكر أن قوات النظام استعادت السيطرة على الساحة، بعدما شنّت هجوماً انطلاقاً من منطقة المقوس.
أوضاع إنسانية كارثية في السويداء
فيما بات الوضع الإنساني في السويداء كارثياً، بحسب تقارير محلية، حيث حذّرت مصادر طبية من تدهور خطير في أداء المستشفيات، خاصة المستشفى الوطني الذي يعاني من انقطاع الكهرباء ونقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية. وأدى القصف المتقطع إلى صعوبة وصول الإمدادات والفرق الطبية إلى المدينة.
وتتوالى المناشدات من سكان السويداء لوقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، في وقت تتفاقم فيه الأزمة على المستويين الأمني والإنساني، وسط غياب أي مؤشرات جدية لاحتواء الصراع أو خفض التوتر في المدى القريب.
اقرأ أيضا
تقدم في مفاوضات غزة: إسرائيل توافق على انسحاب موسّع وخطة تبادل للأسرى