السويداء: تهدئة هشة بين الأهالي والعشائر وأعداد ضحايا غير مسبوقة

توضيحية-shutterstock

توضيحية-shutterstock

شهدت محافظة السويداء خلال الساعات الماضية سلسلة تطورات أمنية وعسكرية متلاحقة، زادت المشهد تعقيدًا رغم الإعلان الرسمي عن التوصل لاتفاق تهدئة بين العشائر وأهالي المدينة.



ورغم إعلان وزير الداخلية عن "إخلاء مدينة السويداء من جميع مقاتلي العشائر" وتوقف الاشتباكات داخل الأحياء، كما جاء في البيان الحكومي مساء السبت، إلا أن الأوضاع على الأرض بدت مغايرة، مع استمرار المواجهات في القرى الحدودية للمحافظة.




::
::




ولحديث أوسع حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع الصحفي السوري حيدر مخلوف، الذي أكد أن الصورة الميدانية ما تزال متضاربة، موضحًا: "البعض يقول إن أهالي السويداء يسيطرون على المدينة، وآخرون يشيرون إلى سيطرة العشائر على الدوار الرئيسي في السويداء الأساسي".



وأضاف: "مصادر محلية أكدت أن أهالي السويداء متمكنون داخل المدينة، لكن الاشتباكات تتركز فقط في القرى الحدودية على أطراف المحافظة، أي في الحدود الإدارية".



وأشار مخلوف إلى تفاصيل الاتفاق الأمني قائلا: "بعد اجتماع مطول بين قائد الأمن في السويداء أحمد الدالاتي وزعماء العشائر، تم الاتفاق بين الهجري والجربوع وأيضًا البلعوس على ترسيخ الأمن في المحافظة ومنع الاقتتال داخلها مؤقتاً، ريثما يتم التوصل إلى قرار نهائي والضغط باتجاه العشائر لإيقاف الهجمات". ولفت إلى أن "العشائر أبدت التزامًا جزئيًا بالاتفاق وتم الإفراج عن عدد من الرهائن من كلا الطرفين برعاية الحكومة السورية"، معتبرًا أن ذلك "ضمن محاولة لإظهار صورة جديدة بأن الدولة بصدد ترسيخ الأمن، رغم استمرار الضغوط الدولية، وأبرزها رسالة أمريكية وصلت مؤخراً مطالبة بحل ملف السويداء".



وفي السياق الإنساني، تحدث مخلوف عن حجم الدمار الهائل في السويداء، قائلاً: "هناك دمار كبير في المنطقة وفي العديد من مؤسسات الدولة الأساسية، إلى جانب تضرر كبير للبنية التحتية التي لم يتم صيانتها منذ أربع عشرة سنة بسبب الحرب. نقص المواد الغذائية والطبية شديد، والمساعدات الإنسانية التي دخلت عبر درعا لا تكفي الحاجة الأساسية". وتابع: "كان لافتًا تخصيص مراكز إيواء بأعداد كبيرة للنازحين من السويداء. لا نعرف حقيقة الهدف حتى الآن؛ فقد قيل إنها للمتضررين، رغم أن السويداء تشهد عودة تدريجية للحياة خلال اليومين الماضيين".



أما عن الخسائر البشرية، أكد مخلوف أن "عدد القتلى يتخطى الألف، ومن بينهم ثلاثمائة وثمانون شهيدًا سقطوا خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى في مجازر مروعة"، مضيفًا: "هناك قس يُدعى خالد مظهر راعي كنيسة الراعي الصالح، قُتل مع 12 فردًا من عائلته في منزلهم على يد مسلحين من العشائر، بالإضافة لعشرات القتلى في مجازر انتقامية بعد تسليم أهالي السويداء سلاحهم". شدد أيضًا على أن "أعمال الانتقام من الطرفين، وعمليات قتل واسعة بحق البدو والعشائر وأهالي السويداء، تسببت في ارتفاع هائل بحصيلة الضحايا".



وأوضح حيدر أن حماية المدنيين تتطلب انتشارًا فعليًا لقوات الأمن السورية للفصل بين المتقاتلين، إلا أن هناك "اتهامات بمشاركة عناصر من الأمن السوري في القتال إلى جانب البدو وهم يرتدون زيًا عشائريًا، وقد وثقت ذلك صور وفيديوهات". وأضاف: "القوة الفعلية على الأرض كانت للبدو وخاصة بعد انسحاب قوات الدفاع والأمن، حيث سيطروا على العديد من القرى بدعم من مقاتلين محترفين يتبعون لأحمد الشرع".



أما عن وجود مقاتلين أجانب، فنقل مخلوف: "لا يزال لدينا آلاف، بل عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب (الإيغور، التركستان، الأوزبك) ينتشرون في سوريا ويسيطرون أحيانًا على طرق تهريب الحدود السورية اللبنانية. بعضهم كان ضمن تنظيم داعش وجبهة النصرة، وانتقلوا لاحقًا إلى جبهة تحرير الشام أو استقروا في ريف اللاذقية وجرابلس وإدلب".



وعن مصادر تمويل وتسليح هذه المجموعات، قال: "في البداية دفع الأمريكيون الرواتب والدعم عبر مروحيات تهبط بإدلب وبقاعدة التنف، ونقلت مصادر أن ذلك استمر حتى قبل سقوط النظام بأشهر، ثم انتقلت مصادر التمويل إلى الأتراك ولاحقًا من مقدرات داخل سوريا. اليوم، من الصعب تتبع تدفق الأموال بدقة".



وفي ختام حديثه شدد مخلوف: "لا يمكن وقف دوامة العنف والانتقام إلا بتدخل دولي حازم يمنع انفلات السلاح وتكرار الهجمات، وأن المصالحة تظل السبيل الوحيد لوقف الكارثة"، معتبرًا أن الخلافات الجذرية بين البدو وأهالي السويداء "تاريخية ومعقدة، ومتجددة مع كل موجة تصعيد".



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play