يشهد قطاع غزة موجة متفاقمة من الجوع وانهيار الأوضاع المعيشية.
وقال الصحفي علم صباح من غزة في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، إن جميع سكان القطاع "يواجهون اليوم خطر المجاعة دون استثناء"، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وغياب أي أفق لإدخال مساعدات تموينية حقيقية منذ بداية مارس الماضي.
وأضاف: "المدنيين يضطرون للانتظار ساعات طويلة أمام المخابز، وكثير منهم يعود خالي الوفاض، وإسرائيل تمنع مرور القوافل الغذائية نهائياً، ما أدى إلى فقدان الدقيق، والحبوب، وجميع المواد الأساسية بشكل شبه كامل".
وتابع: "الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، لم نشهد في غزة حالة مشابهة حتى في أصعب الحروب السابقة، فالجميع اليوم يعاني من الجوع والإعياء، حالات الإغماء والإعياء الشديد، بل حتى الإجهاض، باتت شائعة في الشوارع والمخيمات نتيجة الجوع الشديد وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال والنساء وكبار السن".
وأضاف أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل "عشرات الحالات يوميًا بسبب نقص الغذاء، دون وجود إمكانيات طبية حقيقية لعلاجهم".
واستطرد: "سعر الدقيق، في حال توفره، تجاوز 150 شيكل للكيلوجرام الواحد، بينما توقفت أغلب المخابز بسبب نفاد الطحين وغياب الغاز والوقود، مما جعل الغالبية تلجأ لطهو بعض الأعشاب أو مسحوق العدس إن وجد".
وأكمل: "عمولات البنوك على السحب المالي وصلت إلى 50% وأكثر"، ما تسبب في استنزاف السيولة النقدية لآلاف العائلات وغياب القدرة على شراء أي مواد في حال وجودها".
كما تطرق إلى صعوبة الحصول على مياه الشرب بعد تعطل معظم محطات التحلية، لافتًا إلى أن الكثيرون يضطرون لشرب مياه مالحة وملوثة، مما تسبب في انتشار أمراض معوية وجلدية خطرة تهدد الصحة العامة.
وأضاف: "انتشار المرض نتيجة شرب المياه الملوثة بات مشهداً مألوفاً، مع غياب أي تدخل من المؤسسات الدولية أو الإغاثية".
وأكد صباح حالة الإحباط والخيبة العامة لدى السكان تجاه العالم، قائلاً: "الناس هنا يشعرون بأنهم تُركوا وحدهم يواجهون المصير، فالمجتمع الدولي يغض الطرف وحتى التصريحات لم تعد تطمئن أحدا".
واختتم حديثه قائلًا: "كل يوم جديد يعني مزيدًا من الضحايا بسبب الجوع، ومع استمرار الحصار وظروف الحرب، هناك خشية حقيقية من وقوع كارثة إنسانية على نطاق غير مسبوق".