قال عبد الصمد عبد العزيز، عضو بلدية المزرعة الشرقية والمتحدث باسم البلدية، إن زيارة السفير الأمريكي للقرية تأتي عقب ارتقاء الشاب سيف الله مسلط، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إثر اعتداء وحشي عليه في أرضه بمناطق واقعة تحت سيطرة المستوطنين.
وأكد عبد العزيز أن الشاب الضحية يملك أرضًا وبيتًا في الموقع الذي قُتل فيه، وهو مكان تتكرر فيه الاعتداءات من المستوطنين، مضيفًا: "طلبنا هذه الزيارة عبر القنصلية الأمريكية ليشاهد السفير بنفسه الواقع المؤلم جراء جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين، خصوصًا من يحملون الجنسية الأمريكية".
وأشار عبد العزيز إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى، إذ سبق أن ارتقى شاب آخر من القرية يحمل الجنسية الأمريكية قبل عام ونصف وما زال الجاني حراً طليقاً، كما أن الأراضي المستهدفة تصنف مناطق "أ" و"ب" حسب الحكم المحلي الفلسطيني، لكن "60% منها يسيطر عليها المستوطنون"، وهو ما يُعرّض السكان لمخاطر يومية قتل واعتداء: "كل يوم نودع ضحية أو أكثر بفعل تنكر المستوطنين للحقوق الفلسطينية وغياب المحاسبة".
وأكد أن نحو 75% من أهالي المزرعة الشرقية يحملون الجنسية الأمريكية، ومع ذلك لا يشعرون أن هذه الصفة تحميهم من الاعتداءات المتكررة ولا تقيهم الخطر؛ بل إن "الخوف صار يدفع بالعائلات لتقليل زياراتها السنوية للقرية".
وطالبت البلدية السفير الأمريكي بأن يتحمل مسؤولياته ويشاهد الواقع عن قرب، وأن يُلزم بلاده بالتحقيق مع الجناة ومحاسبتهم: "السفير الأمريكي يصف زيارته بأنها شخصية، لكننا نراه ممثلاً رسمياً ونحمّله مسؤولية حماية مواطني بلاده من الاعتداءات".
واستنكر المتحدث باسم البلدية اقتصار ردود الفعل الأمريكية على بيانات الإدانة والاستنكار دون اتخاذ خطوات فعلية، لافتًا إلى استمرار تمركز المعتدين في الأراضي الفلسطينية بلا ملاحقة حقيقية، وقال: "من اعتدى ما يزال في نفس المكان، لم يُلقى القبض عليه، على الرغم من أن الجريمة معلَنة وموثقة لدى الجميع".
وأضاف أن هذه الأحداث دفعت سكان القرية للشعور بالعزلة وغياب العدالة، مؤكدًا: "المزرعة الشرقية قرية أعزل، أهلها لا يملكون سوى التمسك بأرضهم في ظل غياب الحماية والمحاسبة للمعتدين".
واختتم عبد العزيز بالقول إن غياب إجراءات حقيقية من الإدارة الأمريكية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون عامة، وحملة الجنسيات الأمريكية خاصة، يطرح تساؤلات حول جدوى وهدف مثل هذه الزيارات، ويجدد مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالعمل الجاد لوقف الاعتداءات اليومية وحماية أرواح المدنيين العزل.