أكد رائد شنان، المدير العام للمجلس الديني الدرزي، استمرار الوضع المأساوي بمحافظة السويداء جنوب سوريا، مشيرًا إلى أن أعمال القتل والنهب واقتحام بعض القرى ما تزال متواصلة، رغم تراجع حدة التصعيد مؤخرًا.
وقال شنان، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن "الحصار المفروض على السويداء وقراها أدى لتكدس الجثث وعدم دفنها، كما أن المصابين توفوا في انتظار العلاج وسط انقطاع المياه والكهرباء، وغياب المساعدات الإنسانية".
ونفى شنان الرواية الرسمية لـ"حصار بهدف منع دخول المجموعات المسلحة"، معتبرًا أن ما يجري هو اختراقات متكررة لوقف إطلاق النار وخلط متعمد للأوراق من قبل النظام السوري، متسائلا: "إذا كانت هناك حواجز تمنع الإرهاب فلماذا تمنع أيضًا المساعدات؟!".
وأوضح أن الادعاءات حول صراع بين الدروز والعشائر البدوية "محاولة مكشوفة لإشعال الفتنة الطائفية"، مؤكدًا أن العلاقات بين الدروز والبدو في المنطقة تمتد لأكثر من مائة عام ولم تحدث صدامات مماثلة حتى في سنوات الحرب الأهلية الطويلة.
وأكد شنان أن الاحتجاجات ما زالت قائمة، وإن كانت بأساليب مختلفة وأقل صخبًا حفاظًا على تثبيت وقف إطلاق النار، إضافة لتحركات يومية على الساحة الإعلامية العربية والعالمية لإيصال صوت السويداء.
وكشف شنان عن لقاء عقد أمس بين الشيخ موفق طريف والسفير الأمريكي في البلاد، بالإضافة لاجتماع مع رؤساء المنظمات والجاليات اليهودية ذات التأثير السياسي.
وشدد على أن الولايات المتحدة باعتبارها الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار مطالبة بتوفير الضمانات اللازمة لتطبيقه.
كما شدد على أن الأزمة الحالية ليست نزاعًا طائفيًا بين الدروز والبدو، بل نتيجة عجز الدولة السورية عن توفير الحماية لمواطنيها، قائلاً: "من المؤسف أن المواطنين يضطرون للاستنجاد بقوى خارجية لحماية أنفسهم من دولتهم".
واعتبر شنان أن الاستقرار في جنوب سوريا مرهون بالتدخل الجاد من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتثبيت وقف النار، محذرًا من أن أي تصعيد جديد قد يجر المنطقة كلها إلى مواجهات أوسع.