كشفت الأم المفجوعة ابتسام، عن تفاصيل صادمة للعذاب الذي عاشته بعد فقدان طفلتها غنى، التي قُتلت على يد والدها بدمٍ بارد في حي صور باهر بالقدس.
كانت النيابة العامة في لواء القدس، قدّمت لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في القدس ضد رجل يبلغ من العمر 34 عامًا من سكان المدينة، نسبت إليه قتل ابنته (4 سنوات) أثناء نومها، ومحاولة قتل شقيقه مباشرة بعد ذلك.
وتحدثت السيدة ابتسام، والدة الطفلة الضحية، في مداخلة هاتفية لبرنامج "بيت العيلة"، على إذاعة الشمس، وقالت: "كان خبر مقتل غنى صدمة كبيرة... تفاصيل الجريمة مرعبة، وأخطر ما فيها أنها كانت مُخططة بحق طفلة صغيرة وبنت أبيها".
واستحضرت ابتسام ملامح فقدان الأمل، متسائلةً عن مصير طفلتها بعد توصيلها لبيت الأب بسلام، واستعدادها للقاء جديد ما تم أبداً.
وصفت ابتسام علاقتها الخاصة بغنى: "غنى كانت روحي وصاحبتي، تربطني بها علاقة قوية جداً، تعلّقنا ببعض كان شديداً لأنها نشأت معي بعد الانفصال من عمر صغير، كنت أحضرت لها سكوتر،هدية لها لأنها حفظت سورة الكرسي، وعندما وصل الاسكوتر لم تكن غنى موجودة لتلعب عليه".
وذكرت أن طفلتها كانت عاشقة للرسم والألوان وتتمتع بحضور وكلام مميز رغم عمرها الصغير، قائلة: "كنت أراها فنانة حقيقية... رسمها واختيارها للألوان كانّا رائعين".
وأكدت أن غنى لم ترغب في زيارة والدها قبل الجريمة، وكانت تقول بوضوح: "ماما، إذا رحت عند بابا يمكن ما يرجعني"، وهو ما يؤلم قلب ابتسام حتى اليوم.
روت الأم الأصعب لحظاتها بعد تلقي خبر الفاجعة، وكيف حاولت العائلة تخفيف الصدمة عنها بلا جدوى، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع هذا الفعل من والد الطفلة: "ما كانت العلاقة قوية بينهم، ولم تظهر عليها أي علامات خوف أو أذى من والداها".
واسترسلت بمرارة: "اليوم غرفتها مغلقة عليّ، لا أستطيع الدخول... كل ذكرياتها ما زالت في كل زاوية من البيت".
وطالبت بابتسام بتحقيق العدالة بقولها: "أنت ظر عدالة السماء قبل الأرض… وأتمنى أن يكون عقاب قاتلي الأطفال صارماً ليشعر هؤلاء بمدى الجرم الذي ارتكبوه، لأننا نعيش أوجاع فقدان لن تمحى."
واختتمت بنداء مؤثر: "يجب أن يضع القضاء حدًا فاعلًا للعنف ضد الأطفال، يكفي أن نخسر طفولتنا تحت طعنات لا ترحم."