أكد صلاح ديرية، رئيس بلدية عقربا، أن ما حدث من اعتداءات في منطقة بلدة عقربا هو جزء من مسلسل يومي يتكرر في مختلف المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، مضيفًا: "تتعاظم اعتداءات المستوطنين بالتنسيق وتبادل الأدوار، والدعم المباشر من الجيش الإسرائيلي".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الاعتداء وقع أمس جنوب البلدة أثناء قيام عدد من المزارعين الفلسطينيين بأعمالهم اليومية بسلام، قبل أن يتعرضوا لهجوم من أعداد كبيرة من المستوطنين الذين بادروا بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر بهدف القتل.
وأسفر هذا الهجوم عن ارتقاء شاب وإصابة ثمانية آخرين بجروح، معظمها خطيرة.
وأضاف ديرية أن هذه الاعتداءات ليست حادثة فردية، بل تأتي ضمن سلسلة اعتداءات مستمرة يتعرض لها أهالي عقربا، مشيراً إلى اعتداءٍ موسع وقع في التاسع من يوليو الماضي، على خربة الطويل، التابعة للبلدة، والذي أدى إلى محاصرة المزارعين في أراضيهم ومنازلهم.
وأوضح أن المستوطنين يهاجمون بشكل منهجي الأراضي الزراعية والمنازل، وينفذون أعمال حرق وتجريف وتدمير وسط استفزازات ممنهجة وإرهاب منظم، قائلاً: "المستوطنون يأتون إلى المواطنين في أراضيهم، وينفذون أعمال الهدم والحرق والتجريف، وما جرى بالأمس كان ملاصقاً لمنازل المواطنين في المنطقة المصنفة (ب)".
وأشار إلى أن محاولات الأهالي لحماية أنفسهم تقابل دائماً بتدخل الجيش الإسرائيلي الذي يوفر الحماية للمستوطنين ويشارك في الاعتداءات: "المستوطنون يستندون دومًا إلى الجيش الذي يطلق الرصاص الحي بهدف القتل ويقوم بتقييد حركة المواطنين"، مشيراً إلى أن الإصابات يوم أمس كانت بالغة واستخدم فيها الرصاص المتفجر المحرّم دولياً.
"المستوطن يتحول إلى جندي إسرائيلي"
وتطرق ديرية إلى آليات تنسيق الجيش الإسرائيلي في هذه الاعتداءات قائلاً: "الفلسطيني عندما يُهاجم يستنجد بالارتباط الفلسطيني الذي بدوره يخاطب الجانب الإسرائيلي، ولكن الجيش يبقى هو الأداة الدائمة لدعم ورفع وتيرة هجمات المستوطنين".
وبيّن أن الجيش يعزل المناطق المستهدفة بالكامل، كما جرى حين هاجم المستوطنون خربة الطويل، حيث منع الأهالي من الوصول إلى المنطقة لمدة ساعتين ونصف.
وذكر رئيس البلدية خطورة ظاهرة تسليح المستوطنين قائلاً: "بعض المستوطنين يحملون أسلحة عسكرية ومنهم من يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، فيتحول المدني إلى عسكري في لحظات".
وأكد أن هذه السياسة تُنفذ بموافقة واضحة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها سابقة لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر في العالم.