كشفت وسائل إعلام عبرية عن توقيع أكثر من 600 مسؤول أمني سابق على رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يطالبونه فيها باستخدام نفوذه للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.
دعوة غير مسبوقة من داخل المؤسسة الأمنية
الرسالة، التي وُصفت بأنها غير مسبوقة من حيث عدد الموقعين ومناصبهم السابقة، ضمت توقيعات جنرالات وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مسؤولين سابقين في جهاز الأمن العام "الشاباك" والموساد.
وجاء في نصها أن "استمرار العمليات العسكرية في غزة يهدد أمن إسرائيل على المدى الطويل ويقوض مكانتها الدولية"، داعين ترامب إلى "التحرك الفوري لإقناع القيادة الإسرائيلية بضرورة وقف التصعيد".
دوافع التحرك: أمن قومي ومخاوف استراتيجية
الموقعون على الرسالة أشاروا إلى أن الحرب الحالية تجاوزت أهدافها العسكرية، وأصبحت عبئًا على الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة والانتقادات الدولية المتصاعدة.
وأضافوا أن "القيادة السياسية تفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة، وأن استمرار العمليات قد يؤدي إلى نتائج عكسية تهدد استقرار المنطقة بأكملها".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ترامب في موقع التأثير
اختيار ترامب كمخاطب في هذه الرسالة لم يكن عشوائيًا، إذ يرى المسؤولون السابقون أنه لا يزال يتمتع بعلاقات قوية مع نتنياهو، وقد يكون قادرًا على التأثير في قراراته، كما أن توقيت الرسالة يأتي في ظل استعدادات ترامب للعودة إلى المشهد السياسي الأميركي، ما يمنحه وزنًا إضافيًا في القضايا الدولية.
وفي تصريح خاص نقلته صحيفة "هآرتس"، قال اللواء المتقاعد أمنون شاحاك، أحد الموقعين على الرسالة: "نحن لا نعارض الدفاع عن النفس، لكننا نعتقد أن الوقت قد حان لإعادة تقييم المسار، استمرار الحرب لا يخدم مصالح إسرائيل ولا يحقق الأمن المنشود".
نداء من الداخل
تعكس هذه الرسالة تحولًا في المزاج العام داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الحرب في غزة، وبينما تتواصل العمليات العسكرية، يبدو أن الصوت القادم من داخل إسرائيل نفسه بات يطالب بإعادة النظر، ليس فقط في التكتيك، بل في الهدف من الأساس.
طالع أيضًا:
مصر تكثّف جهودها لإقرار هدنة في غزة: تحركات دبلوماسية ومطالب إنسانية عاجلة