أكد الدكتور يسري خيزران، المؤرخ والمحاضر بمعهد ترومان، أن الوضع في محافظة السويداء ما يزال شديد التأزم.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "السويداء تشهد حالة حصار خانق على يد ما يسمى بقوات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية السورية، ويشمل هذا الحصار حجب المساعدات الغذائية والطبية والوقود عن السكان".
وأشار إلى أن الكارثة الإنسانية في المحافظة تتفاقم مع تزايد أعداد المفقودين والمغيبين والمختطفات، إلى جانب حرق القرى، حيث تحدث عن أكثر من 120 ألف نازح من الريف الغربي للمحافظة، واحتراق ما لا يقل عن 35 قرية مؤخرًا.
أوضح "خيزران" أن السويداء ليست مدينة فقط بل محافظة كبيرة تضم حوالي 600 إلى 700 ألف شخص معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، وتحديدًا القرى في الريف الغربي هي الأكثر تضررًا، "حيث بدأت الهجمات من قبل القوى الأمنية ثم شاركت فيها العشائر، وغالبًا ما تخفى الأجهزة الأمنية بزي العشائر للمشاركة في عمليات الحرق والتهجير".
وشدد على أن الوثائق والمقاطع التي توثق هذه الجرائم صادرة عن الأجهزة الأمنية نفسها، التي لم تعد تخشى من توثيق ما تفعله.
استغلال الحواجز الأمنية
وفيما يتعلق بالحواجز الأمنية، أكد خيزران أنها "أداة للسيطرة وفرض الحصار وليست للفصل أو الحماية من عناصر خارجية كما يدّعي النظام الذي فقد المصداقية في تعاطيه مع الأزمة".
وأضاف: "النظام السوري يروج بأنه يضع الحواجز لمنع دخول المسلحين والعشائر، إلا أن الحقائق على الأرض تثبت العكس، إذ أن الحصار كان ممنهجًا ويشمل منع وصول المواد الأساسية مثل المازوت والوقود وحتى المساعدات الطبية".
التفاهم السوري الإسرائيلي
وبيّن خيزران أن الحصار يشمل قطع الطريق بين دمشق والسويداء، وأن كل ذلك حدث ضمن تفاهم أو اتفاق سوري-إسرائيلي برعاية وضغط أمريكي، وأن إسرائيل تدخلت في الجنوب تلبية لمصالح بعض القوى الدولية لكنها لم تتدخل بعد بشكل عسكري مباشر.
وشدد على أن إسرائيل توازن تدخلها بسبب هاجس "المستنقع اللبناني" وتخشى الإنزلاق في مواجهة مباشرة.
"عقلية النظام"
وفي ختام حديثه، قال: "النظام السوري يتعامل بعقلية انتقامية – إقصائية، يروج أن المكونات الدينية أو العرقية المختلفة عدوٌ له، حتى لو أبدت رغبة في الحوار".
أشار أيضًا إلى مساعي أمريكية وغربية لتثبيت النظام في موقعه، مقابل تصاعد محاولات التقسيم الداخلي، وسط اتهامات توجه للدروز، رغم أن النظام كان أول من ساوم وتعاون مع إسرائيل في جبهة الجولان خلال سنوات الصراع.
