أكد الدكتور مبارك آل عاتي، الكاتب والمحلل السعودي، أن الإجراءات الإسرائيلية في القدس تتسارع بشكل واضح، خصوصًا ما يتعلق بتغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي والديني في المدينة.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أشار "مبارك" إلى التصعيد المتكرر في اقتحامات المسجد الأقصى والاستفزازات اليومية التي تهدف لترسيخ هذه التغييرات، -على حد تعبيره-.
وتابع: "الحكومة الإسرائيلية الحالية مجرد واجهة لخطة إسرائيلية متواصلة منذ عقود، مدعومة بتواطؤ غربي وصمت نسبي عربي".
ولفت "آل عاتي" إلى أن الموقف العربي اليوم أصبح "أقل صخبًا" مما كان عليه في الماضي، واقتصر على بيانات تنديد واستنكار لا تُلقي لها الحكومة الإسرائيلية بالًا.
واستطرد: "هناك دول محورية في المنطقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لا تكتفي ببيانات الشجب، بل تواصل تنسيقها الدولي والعربي لدعم القضية الفلسطينية، وعملت على تحصين موقفها خاصة في المحافل الدولية، ومنها مؤتمر نيويورك الأخير الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى بؤرة الضوء العالمية".
وأوضح أن المملكة العربية السعودية توظف علاقاتها مع الولايات المتحدة بما يخدم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الرياض تضع شروطاً واضحة لأي تقارب عربي-إسرائيلي، وأبرزها الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال إن السعودية رفضت إبرام أي اتفاقيات لا تلبي الحد الأدنى من هذه الحقوق، وأعلنت صراحة استعدادها للسلام على أساس إقامة الدولة الفلسطينية.
أما عن الموقف الأمريكي، فاعتبر آل عاتي أن الولايات المتحدة تلتزم استراتيجياً بأمن "إسرائيل" بغض النظر عن أية ضغوط، وهو ما يفسر محدودية الاستجابة الأمريكية على كل ما يجري في القدس وفلسطين.
كما شدد على أن السعودية تواصل العمل الدبلوماسي بضغوط كبيرة، وترفض أي تقارب مع إسرائيل لا يلتزم بإقامة دولة للفلسطينيين، ولهذا اعتبر مؤتمر نيويورك تحولاً نوعياً على طريق إعادة الزخم الدولي للقضية الفلسطينية.