أفاد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، بارتقاء خمسة صحافيين جراء قصف الجيش الإسرائيلي خيمتهم أمام مجمّع الشفاء الطبيّ في مدينة غزة.
وشنَّ الجيش الاسراءيلي قصفًا أمام البوابة الرئيسية لمجمع الشفاء الطبي، أسفر عن ارتقاء كل من الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل.
ولمزيد من التفاصيل من غزة، كانت لنا مداخلة مع الصحفي الفلسطيني معاذ العمور من قطاع غزة، والذي قال في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، إن صباح اليوم كان مؤلمًا على الجسم الصحفي الفلسطيني، بعد ارتقاء سبعة من زملائه في قصف إسرائيلي.
وأوضح العمور أن القصف وقع أثناء وجود الصحفيين في خيمتهم المميزة بإشارات الصحافة، مما أدى إلى ارتقاء الزميلين أنس الشريف ومحمد قريقة وغيرهم من الصحفيين والمارة.
وأضاف معاذ أن مجمع الشفاء الطبي يشهد حركة دائمة، وأن القصف الإسرائيلي لم يراعِ حياة الصحفيين ولا المدنيين الموجودين أمام المستشفى، رغم وضوح تواجدهم بالزي الرسمي وعلامات الصحافة.
وقال إن الزميل أنس الشريف كان على الهواء مباشرة قبل دقائق من استهدافه، يتحدث عن تصعيد القصف في مناطق مختلفة من غزة، قبل أن يتم اغتياله في جريمة متعمدة.
وأشار معاذ العمور إلى أن الخيمة التي استهدفها القصف كانت ملجأ لعدد من الصحفيين الفلسطينيين، ومن بينهم طاقم قناة الجزيرة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، وكذلك مكانًا يتوافد إليه المواطنون مناشدين لنقل معاناتهم ومناشداتهم الإنسانية.
وأكد أن هذا الاستهداف ليس صدفة، بل هو متعمد، وأنه رغم وضوح مكان الصحفيين فإن الجيش استهدفهم دون أي اعتبار للحياة.
وحول وجود صحفيين أجانب في غزة، أشار العمور إلى أن الجيش الإسرائيلي يمنع دخولهم إلى القطاع منذ بداية الحرب، ما يزيد من عزلة غزة وصعوبة نقل الحقيقة للعالم الخارجي.
وأوضح أن استهداف الصحفيين بهذا الشكل هو جزء من سياسة ممنهجة لإسكات صوت الفلسطينيين وطمس الحقيقة خلف العدوان الإسرائيلي المستمر.
ولتفاصيل أوسع كانت لنا أيضا مداخلة مع الصحفي الفلسطيني من غزة، عماد أبو شاويش، ومن جانبه قال إن الاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين في خيمة معروفة وواضحة وهم يرتدون البدلة الصحفية ويحملون إشارات الصحافة، هو "جريمة متكاملة الأركان لا تحتاج لتبرير أو مبرر".
وأوضح أن الزميل أنس الشريف تم اغتياله إلى جانب عدد من الزملاء، منهم محمد قريق ومحمد نوفا المساعد وصحفي آخر هو محمد الخالبي الذي تم استهدافه أيضًا.
وأضاف أن هناك صحفيات وصديقات وصحفيين كانوا قريبين من المكان وشهدوا على القصف، مؤكداً أن الاعتداء جاء بشكل واضح ومدبر.
واتهم الناطق العسكري الإسرائيلي بنشر روايات ملفقة تزعم تورط الصحفيين بالذراع العسكري لحركة حماس، دون أن يقدموا أي دليل، معتبرًا هذه الادعاءات ذريعة لقمع حرية الإعلام وطمس الحقيقة.
وأشار أبو شاويش إلى أن هناك إعلاميين يحملون أسلحة أيضًا، ولكن ذلك لا يبرر استهداف الصحفيين الأبرياء أو اعتبارهم عسكريين، معبّرًا عن رفضه تعميم الاتهامات على جميع الصحفيين الذين لهم علاقات مختلفة داخل غزة.
وأكد أبو شاويش أن الاستهداف المتكرر مستمر، خاصة مع استمرار سقوط الصواريخ والقذائف على مناطق مثل ديتون وصبرا وتل الهوى، مشيرًا إلى أن مدينة غزة تعيش ليلة صعبة تصاعدت خلالها العمليات القتالية.
وأضاف أن الاستهداف لا يقتصر فقط على الصحفيين، بل يشمل الأحياء السكنية والمدنيين الذين يتعرضون لإبادة شبه كاملة وسط نقص الأماكن الآمنة.
وبيّن أبو شاويش أنه كان من بين الضحايا شخصيًا، مشددًا على أن القتل اليومي أصبح مأساة فلسطينية تدوم بلا توقف داخل غزة. وختم حديثه بالتأكيد على أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور باستمرار بسبب العنف والتدمير المستمرين دون أفق لوقف هذه المأساة.
طالع أيضًا:
لا تنسوني أوصيكم بأسرتي وغزة..تعرف على رسالة أنس الشريف الأخيرة