أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن إنهاء الحرب في أوكرانيا "يتطلب تقديم تنازلات من كلا الجانبين"، مشددًا على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام يضمن استقرار البلاد ويمنع تكرار الصراع.
دعوة صريحة نحو تسوية سياسية
وفي حديثه لقناة "سي بي إس" الأميركية يوم الأحد، قال روبيو: "نريد أن نتوصل في النهاية إلى اتفاق سلام ينهي هذه الحرب، حتى تتمكن أوكرانيا من مواصلة حياتها وإعادة بناء بلدها، وأن تطمئن إلى أن هذا لن يتكرر أبدا.
وأضاف أن تحقيق هذا الهدف "يتطلب التضحية من الجانبين"، في إشارة إلى ضرورة تخلي كل طرف عن بعض المطالب القصوى من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع.
تصريحات روبيو تأتي في وقت يشهد فيه الصراع الأوكراني حالة من الجمود العسكري، وسط دعوات دولية متزايدة لإيجاد مخرج سياسي يوقف نزيف الأرواح ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحول في الخطاب الأميركي؟
يُنظر إلى تصريحات روبيو على أنها تعكس تحولًا تدريجيًا في الخطاب الأميركي، من التركيز على الدعم العسكري إلى التأكيد على أهمية الحلول السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا التوجه قد يكون مدفوعًا بتزايد الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، سواء من الكونغرس أو من الرأي العام، الذي بدأ يتساءل عن جدوى استمرار الدعم المفتوح دون أفق واضح للحل.
وفي هذا السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية، مايكل هاريس، في تصريح لمجلة "فورين بوليسي": "تصريحات روبيو تمثل لحظة مهمة في الخطاب الأميركي، فهي تعكس إدراكًا بأن الحل العسكري وحده لن يحقق السلام، وأن الحوار والمفاوضات باتا ضرورة ملحة."
ردود فعل حذرة من الأطراف المعنية
لم يصدر رد رسمي من كييف على تصريحات روبيو، لكن مصادر دبلوماسية أوكرانية أكدت أن "أي اتفاق سلام يجب أن يضمن أمن أوكرانيا بشكل دائم ويمنع تكرار الصراع"، أما في موسكو، فقد رحّب بعض المسؤولين بالتصريح، معتبرين أنه "خطوة إيجابية نحو فتح قنوات تفاوض جدية".
هل تلوح بوادر انفراج؟
بينما لا تزال المعارك مستمرة على الأرض، فإن تصريحات وزير الخارجية الأميركي قد تمثل بداية لتغيير في طريقة التعاطي الدولي مع الأزمة.
فالدعوة إلى "تنازلات متبادلة" قد تفتح الباب أمام مفاوضات أكثر واقعية، تضع مصلحة الشعوب فوق الحسابات السياسية، وتعيد الأمل بإمكانية إنهاء الحرب التي أثقلت كاهل المنطقة والعالم.
بيان من مركز الدراسات الاستراتيجية الأوروبي: "التحول في الخطاب الأميركي، كما عبّر عنه روبيو، قد يكون مقدمة لجهود دبلوماسية جديدة، شرط أن تترافق مع ضمانات أمنية واضحة لجميع الأطراف."
طالع أيضًا:
إعلام إسرائيلي: الشرطة تحاول تفرقة المتظاهرين بالقوة أمام مقر حزب الليكود الحاكم في تل أبيب
