شارك عشرات الأخصائيين النفسيين في مظاهرة دعت إليها اللجنة المتابعة العليا للجماهير العربية مساء أمس في تل أبيب، للتنديد باستمرار الحرب والمجاعة في غزة.
من جانبها قالت مي صادر أبو رقبة، أخصائية نفسية علاجية وإحدى المشاركات، إن الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة هو جريمة بحد ذاته، وأن الأخصائيين يعملون منذ عامين في ظل تجاهل متواصل لما يتعرض له الفلسطينيون.
وأوضحت في مداخلة هاتفية عبر برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن النشاطات الاحتجاجية مثل الوقفة الأخيرة مساء الخميس، التي شهدت مشاركة أكثر من مئة مختص نفسي تعد بداية مهمة لإيصال صوت مناهض للحرب والإبادة المستمرة في غزة، خاصة من يعملون في مجال الصحة النفسية، مؤكدًة أن الأطفال هم الأكثر تأثراً بسبب تداعيات التجويع والحصار.
وحول آثار التجويع على الصحة النفسية للأطفال، أوضحت: "الجوع القاسي يجعل الأطفال يركّزون على أبسط الأمور وأدنى الحاجات مثل البقاء على قيد الحياة، مما يؤدي إلى تدهور نفسي واجتماعي كبير، ويضعف الروابط الاجتماعية والإنسانية الأساسية".
وأشارت إلى أن آثار هذه الأزمة النفسية لن تختفي سريعًا، بل ستحتاج إلى سنوات طويلة من العلاج والتأهيل لبناء مستقبل صحي لسكان غزة.
وشددت على أن "الأوضاع القائمة في غزة تتسم بصدمة نفسية مستمرة ومتواصلة نتيجة المعاناة اليومية التي يخوضها الأطفال والنساء والرجال، وهو وضع غير مسبوق في التاريخ الحديث، حيث يعيش السكان مشاهد دماء ودمار تعدّت كل حدود التحمل، ما يجعل تحديد حجم الضرر النفسي من الأمور المعقدة بشكل كبير".
وأوضحت أن العمل الأساسي الآن يجب أن يكون على ضمان بقاء الناس على قيد الحياة، لأن توفير العلاج النفسي لا يمكن أن يبدأ إلا عندما تتوقف أسباب الخطر على الوجود.
وأكدت أن الأخصائيين يتواصلون مع زملاء داخل غزة، وبعض الأخصائيين النفسانيين الإسرائيليين لتبادل المعلومات وتقديم الدعم النفسي، رغم القيود والتحديات الكبيرة.
واختتمت حديثها قائلة: "هذه الوقفة وضعت قضية الآثار النفسية للحصار والتجويع على أجندة النقاش المجتمعي، لتكون صرخة مدوية لا يمكن تجاهلها، وتعبر عن رفض العنف والإبادة، مما يشكل خطوة أولى مهمة لحشد الدعم الفلسطيني والعربي والدولي".