أكد محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله، أن مصر تعامل قضية قطاع غزة كمسألة أمن قومي، وتُبقي على تحركات واتصالات مكثفة على مدار الساعة، وتسعى لإيجاد مخرجات وسط التوترات المتصاعدة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، "الاتصالات مستمرة، إلا أن صوت المدافع يظل هو الحاسم في قرار شن العمليات".
وأوضح: "مصر نجحت في تقريب وجهات نظر الفصائل الفلسطينية حتى وافقت على تهدئة مؤقتة، لكن إسرائيل غيرت موقفها وطلبت اتفاقًا شاملاً".
وأشار ضراغمة إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا ثانويًا في الملف الفلسطيني، تاركة القرار لإسرائيل، بينما تدير هي الملف الإيراني، مع تجاذبات سياسية معقدة بين الطرفين.
وتابع: "اشترط الجانب الأمريكي على إسرائيل تسريع العملية دون تعطيل يستمر طويلًا، بينما مصر تكافح من أجل مخرج يضمن استقرار الوضع، يوضح ضراغمة أن حماس تواجه خيارين: الاستسلام لشروط إسرائيل التي تراها مذلة، أو المقاومة حتى النفس الأخير، حيث تصر حماس على عدم الاستسلام ونداء العالم لتدخل عاجل".
ما هي الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب؟
واستطرد: "الشروط الإسرائيلية المعروفة تشمل: تجريد غزة وحماس من السلاح، تغيير الحكم، فرض سيطرة أمنية إسرائيلية دائمة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، مع تعقيدات كبيرة تجبر الوسطاء على البحث عن حلول وسطى رغم ضيق الوقت".
وأضاف ضراغمة أن محاولة تهجير نحو مليون شخص من شمال غزة قد تخلق أزمة إنسانية كبيرة، قد تدفع الأهالي إلى محاولة الخروج عبر الحدود مع مصر، التي حشدت قواتها لمنع التهجير وتؤكد موقفًا تاريخيًا بحماية الفلسطينيين، في مقابل طموحات إسرائيل وأمريكا بتهجير السكان واستيطان الأرض، ما يؤجج الخوف والرفض الفلسطيني، -على حد قوله-.
ضراغمة: المشهد أقرب إلى التصعيد العسكري
رغم الحديث عن نقل المفاوضات إلى أماكن أخرى مثل قطر أو مصر، يرى ضراغمة أن المشكلة ليست في المكان، بل في الأفكار والرؤى، وأن تغيير الموقع لا يعني سوى إضاعة المزيد من الوقت، في ظل استعدادات إسرائيلية مكثفة للغزو.
واختتم حديثه قائلًا: "المشهد الحالي يشير إلى أن ميزان الكفة يميل لصالح التصعيد العسكري، مع تصاعد احتمالات الحرب الشاملة".