يرى الدكتور حسن أيوب، المختص بالشأن الأمريكي، أن التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب وأركان إدارته تؤكد توجهًا نحو تصعيد مستمر في الحرب على قطاع غزة، مع غياب أي نية لإنهاء الصراع في القريب العاجل.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "ما يصفه ترامب بـإنجاز المهمة يعني سحق ما تبقى من قطاع غزة وتحويله إلى ركام، حيث تحظى خطة التدمير الشامل بدعم كامل من الإدارة الأمريكية وأبرز أركانها سواء في مجلس الشيوخ أو النواب".
وتابع: "كبار المسؤولين الأمريكيين من المحافظين الصهاينة والمسيحيين الصهاينة يشجعون إسرائيل على السير قدمًا في عمليات السيطرة على مدينة غزة ومحيطها، ما يعني دمارًا شاملًا لا يستثني أي مساحة من القطاع".
واستطرد: "ترامب يتبنى بالنص خطاب بنيامين نتنياهو اليميني، مؤكداً أنه يدرك جيدًا أن حركة حماس لن تتنازل عن الأسرى والمختطفين، حيث تجاهل ترامب التقارير عن قصف خان يونس وركز فقط على ما يعجب إدارة إدارته".
وأضاف: "ترامب يراقب الأخبار عبر شاشات التلفاز ومنصات التواصل، مما يجعله متابعًا صارمًا لأحداث الصراع حسب ما يُعرض له، وهو ما يظهر تصريح عضو مجلس الشيوخ لينزي جراهام الذي ألمح إلى احتمالية استخدام أسلحة نووية في غزة، مع تأكيد أن الرئيس على دراية كاملة بهذه الخيارات".
شريك ناجح
وفيما يخص رد الفعل الأمريكي على قصف مستشفى مجمع ناصر الطبي، وصف الدكتور أيوب التصريحات بأنها ضعيفة وخجولة، ولا تعكس رغبة جدية في فرض ضغط حقيقي على إسرائيل.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية ترى في حكومة نتنياهو شريكًا ناجحًا في مواجهة إيران، وتراهن على استمرار الحرب في غزة كجزء من حساباتها الاستراتيجية الخاصة بالمنطقة.
وأشار إلى أن التنسيق الكبير بين السياسة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو والإدارة الأمريكية يتعدى غزة ليشمل ملفات إقليمية كلبنان وسوريا والعراق، حيث تهدف هذه السياسة إلى تجريد دول المنطقة من القدرة على مواجهة التوسع الإسرائيلي العدواني.
موقف مغاير
وأكد أن موقف الإدارة الأمريكية الراهن مخالف تمامًا لما كان عليه خلال الإدارات السابقة التي كانت تسعى لوضع ضوابط على ممارسات إسرائيل، حيث تُظهر الإدارة الحالية تسليمًا كاملًا لسياسة إسرائيل حتى مع وجود انتقادات غير مسبوقة من وسائل الإعلام الأمريكية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن هذه السياسة الأمريكية تعكس مصالح اقتصادية واستراتيجية وتحالفات في الشرق الأوسط لن تتغير طالما استمر التنسيق مع حكومة إسرائيل الحالية، وهو ما يجعل احتمال إنهاء الحرب في غزة أمرًا بعيد المنال في الوقت الراهن.