عبّر محمد خضر جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، عن حزنه وإحباطه الشديد إزاء جريمة القتل الأخيرة، التي راح ضحيتها فرسان أبو رعد محاجنة (70 عاما) جراء تعرضه لإطلاق نار.
ووصف جبارين ما يحصل بـ"المأساة الكبرى"، مشيرًا إلى أن العنف بات ظاهرة مألوفة تؤثر على الجميع في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا من هدم وترحيل وضغوط سياسية.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، ضمن مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن الرجل الذي قُتل كان شخصية معطاء، معروف بتبرعاته ومساعدته للمحتاجين ونجاحه في حياته، ما يجعل خسارته موجعة على الكل.
واستطرد قائلا: "لكن للأسف، المجتمع وصل لمرحلة اعتاد فيها على مشاهد الدم، بحيث أصبح البعض يمرّ عليها دون أن يتأثر، وكأنها أمر طبيعي لا محالة".
أوضح أن الشعور بالإحباط وصل لأقصى درجاته بسبب تفشي الجريمة والعنف، وبسبب تفكك الهياكل الاجتماعية وقلة الدعم والرقابة، معتبرًا أن الحل يبدأ من إعادة النظر في حالتنا الاجتماعية والقيمية.
"هل نقدّر الآخر؟ هل توجد عناية فعلية بالتكافل والتضامن؟ وهل هناك تنظيم مجتمعي حقيقي؟ هذه الأسئلة باتت أساسية"، بحسب قوله.
وبيّن جبارين أن اللجنة الشعبية في أم الفحم تعمل بشكل مستمر وشاق على مواجهات التحديات المتنوعة، لكن الوضع صعب ويتطلب طاقات ضخمة.
وأضاف: "نأمل أن تصحو مؤسساتنا مجتمعية وشعبية، ويبدأ الجميع بإعادة النظر لأن الحل لن يأتي من الخارج فقط".
وعن ظروف الجريمة نفسها، قال إنه من الصعب الدخول في تفاصيلها لأن الموضوع حساس، لكنه أكد أن الجميع يشعر بالألم والحزن لفقدان كل روح شابة، داعياً إلى الرحمة لكل من فقدناه في هذه الحوادث.
أما بخصوص الحلول فأشار إلى ضرورة التركيز على الجانب الشخصي والمجتمعي والمسؤولية الفردية، وإدراك أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخلنا. وحث على تفعيل دور المؤسسات واللجان الشعبية والجمعيات في دعم برامج ردعية وتوعوية.
وشدد على أهمية العمل على برامج تكافل مجتمعي وتنظيم يشمل الشباب، بالإضافة إلى تطوير مناهج بديلة في المدارس ترتكز على القيم الوطنية والاجتماعية والدينية، بهدف بناء جيل واعٍ يحمل مسؤولية نفسه ومجتمعه.
طالع أيضًا: