بعد عامين من التهجير والتنقل بين عدة أماكن، عاد اليوم طلاب مدرسة عرب العرامشة الابتدائية بصورة منظمة للالتحاق بمقاعد الدراسة في مدرستهم الأصلية في البلدة.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع صايل سعد، من اللجنة الشعبية في عرب العرامشة، والذي أكد أن عودة الطلاب إلى المدارس كانت عودة شاملة وبنسبة 100%.
وأضاف: "عاد جميع طلاب المدرسة الابتدائية إلى عرب العرامشة، كما التحق طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية بمدارس السلام في دير السناوي، وأغلب سكان القرية قد عادوا إلى منازلهم، مع وجود عدد محدود من العائلات لم تعد بعد".
وعن ظروف التعليم في السنتين الماضيتين، أوضح سعد أن الطلاب كانوا يتنقلون بين مدارس مختلفة ومدن متعددة، فبعضهم تعلم في دنون، وآخرون في قرى أخرى بحسب مكان إقامة أهلهم.
وتابع: "هذا التنقل أوجد حالة من الفوضى والتشتت، حيث لم يكن طلاب الجيل الواحد يتعلمون معًا في صفوف موحدة".
وفيما يتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي، قال سعد إن هناك خططًا لمساندة الطلاب للتعامل مع آثار التهجير والتنقل، إذ إن الغربة والتعليم المتقطع تركا أثرًا نفسيًا على الأطفال والأهل على حد سواء.
وأشار إلى أن المدرسة في عرب العرامشة تعرضت لأضرار كبيرة في البنية التحتية خلال الحرب، لكن تم الانتهاء من أعمال الترميم اللازمة لتجهيز المبنى بشكل أفضل مما كان عليه سابقًا، إلى جانب جهود لإصلاح وتحسين شوارع القرية والمرافق المجتمعية.
وعن مشاعر الطلاب والأهالي في اليوم الأول للعودة، قال: "مزيج بين الفرحة والقلق. فرحة لأنهم عادوا إلى المدرسة التي اعتادوها وإلى بيئة مألوفة، وقلق بسبب استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، مع سماع أصوات انفجارات وطائرات مسيرة تحلق في الأجواء اللبنانية المجاورة".
واستطرد: "الاستقرار ليس 100%، لكن نتمنى أن تكون هذه السنة هادئة وسنة خير لجميع الطلاب والأهالي في عرب العرامشة والمنطقة كلها".
واختتم حديثه قائلًا: "هذه العودة هي بداية جديدة لأطفالنا، ونتمنى لهم عامًا دراسيًا مليئًا بالنجاح والاستقرار".