يرى البروفيسور أيمن اغبارية، المحاضر والباحث في القيادة والسياسات التربوية، أن النقاش العام في إسرائيل يركز على قضايا الهوية اليهودية، والمضامين التي تعزز تلك الهوية.
وأوضح اغبارية، في مداخلة هاتفية لبرنامج "أو خبر"، على إذاعة الشمس، أن الوزارة منذ فترة تشهد انسحابات وغيابات في قياداتها التعليمية، مما يلقي بظلال من القلق على جودة التعليم، لكنه أكد على أن المشكلة الحقيقية تتجاوز ذلك.
واستطرد: "التطرف والعسكرة والترويج لفكرة دولة غير ديمقراطية وغير ليبرالية، مع استباحة حقوق المجتمع العربي، وكأنه أمر طبيعي، كلها تدابير تزرع جذور القلق".
وأكد أن هذا التطرف هو نتاج طبيعي لنظام التربية والتعليم الذي يربي على التهويد والتطرف، مما ينعكس لاحقًا على المجتمعات المجاورة.
ما المطلوب من المدارس العربية؟
ويرى البروفيسور أيمن اغبارية أن المدارس العربية يجب أن تكون على قدر المسؤولية في تقديم سردية موازية تُعزز الهوية وتُرسخ قيم التعايش.
من جهة أخرى، أشار البروفيسور إلى أهمية وضع موضوع التربية والتعليم على رأس الأولويات، مستشهداً بتصريحات مستنيرة من مؤتمر عام 1984 تؤكد أن التعليم هو الضمان الحقيقي لبقاء المجتمع العربي على أرضه إلى جانب القضية الأرضية السياسية.
وأوضح: "قضية التربية والتعليم توازي في الأهمية قضية الأرض، لا أعتقد أن القيادات العربية والسياسية والمجتمعية واعية لهذا الموضوع، ولذا من المهم أن نضع قضية التعليم على قمة أولوياتنا، لأنه يرتبط بموضوع الهوية والجريمة والعنف، وغيرها".
التعليم لا يقتصر على دخول الجامعات
ورغم ارتفاع نسب الأكاديميين والنجاحات الجامعية، حذر "إغبارية" من أن التعليم لا يقتصر على مجرد دخول الجامعات، بل يجب أن يشمل بناء مهارات اجتماعية ونفسية أساسية مثل التواصل، التحكم الذاتي، التفكير النقدي، والابتكار، وهي الغائبة غالبًا في النظام الحالي.
واستطرد: "الالتحاق بالجامعة ليس مؤشرا على جودة التعليم أو بناء الإنسان، وهناك مهارات أخرى عديدة يجب اكتسابها، وهذا جزء أساسي من التربية والتعليم".
واختتم حديثه قائلًا إن المعركة التعليمية ليست منفصلة عن النضال السياسي والاجتماعي، وأن التوعية بأهمية التربية والتعليم كمفتاح لتغيير حقيقي في المجتمع يجب أن تتعزز في القواعد الشعبية والسياسية.
