قال محمد ضراغمة، مدير قناة الشرق في رام الله، إن السعودية تمثل الملاذ الأول والأخير للفلسطينيين بعد تغيّر دور الولايات المتحدة، حيث قلّت الاتصالات السياسية بين الأخيرة والسلطة الفلسطينية بشكل ملحوظ.
وأضاف ضراغمة، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الفلسطينيين يراهنون على السعودية في الملفات الإقليمية، السياسية، والعلاقة مع واشنطن، مشيراً إلى أن قضايا مهمة مثل ملف التأشيرات، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والجهود لوقف العدوان الإسرائيلي، ستُطرح في لقاءات الشيخ مع القيادة السعودية.
وتأتي هذه التصريحات، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، للعاصمة السعودية الرياض في زيارة رسمية تهدف إلى إجراء مشاورات وتنسيق المواقف مع القيادة السعودية حول عدد من الملفات السياسية الملحة.
وتعد هذه الزيارة في إطار التنسيق المستمر بين دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية، التي تعتبر دعمها حاسماً للحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها حق إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار ضراغمة إلى الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية نتيجة احتجاز إسرائيل الأموال لمدة ثلاثة أشهر، مما يُعرقل عمل الأجهزة الحكومية والخدمات المقدمة للمواطنين.
وحول تبادل الأدوار في الوساطات السياسية، وصف ضراغمة السعودية بأنها المملكة ذات الثقل السياسي والاقتصادي الأكبر في المنطقة، مشيراً إلى أن تأثيرها على الملف الفلسطيني أكبر من دول أخرى مثل قطر والإمارات، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في دول مثل مصر.
وعبّر عن توقعه بأن الملف الفلسطيني سيكون حاضراً بقوة في المحادثات بين السعوديين والإدارة الأمريكية.
وأوضح أن السعودية لن تقبل بالتطبيع أو أي اتفاق بدون حل القضية الفلسطينية، مؤكداً أن استمرار العدوان والحرب يجب أن ينتهيا لضمان تقدم أي ملفات أخرى.
وفي نفس الوقت، اعتبر أن الحكومة الإسرائيلية مغلقة في وجه السعودية وأطراف أخرى، وأن هناك حاجة إلى ضغط دولي على إسرائيل التي تجاوزت كل القوانين والمعايير في عدوانها على غزة والضفة الغربية، خصوصاً خطط الضم الأخيرة.
وفيما يخص مطالب السعودية بإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، أكد ضراغمة أن الرياض تاريخياً تتجنب التدخل في التفاصيل، وتشترط فقط وجود نظام سياسي مستقر وقادر على إدارة الشأن الفلسطيني، مشيداً بالإجراءات التي قام بها الرئيس الفلسطيني استجابة لهذه المطالب.
أما بخصوص المفاوضات، فيرى ضراغمة أنها في حالة جمود تام، واصفاً أن الجيش الإسرائيلي يحاصر غزة بشكل كامل، وهناك محاولات مصرية مستمرة للتوسط بين الجانبين، مع تقديم حماس مرونة كبيرة، لكن إسرائيل ترفض التهدئة وتواصل سياساتها العدائية.
