كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن قادة أجهزة الأمن أبلغوا المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أن السيطرة الكاملة على مدينة غزة قد تنطوي على مخاطر استراتيجية وأمنية جسيمة على المدى الطويل.
تقييمات أمنية متشائمة داخل الكابينت
بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، فإن الاجتماع الأخير للكابينت شهد نقاشاً معمقاً حول السيناريوهات المحتملة في حال اتخاذ قرار بالسيطرة على مدينة غزة.
وأكد قادة الأجهزة الأمنية أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعقيدات ميدانية، وزيادة في حجم التحديات الأمنية، فضلاً عن تداعيات سياسية دولية يصعب احتواؤها.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحذيرات من استنزاف طويل الأمد
المصادر الأمنية شددت على أن السيطرة على المدينة ستتطلب وجوداً عسكرياً دائماً، ما قد يؤدي إلى استنزاف الموارد البشرية واللوجستية، ويضع الجيش في مواجهة مستمرة مع مجموعات مسلحة تعمل ضمن بيئة مدنية معقدة، كما أشاروا إلى أن هذا السيناريو قد يفتح الباب أمام تصعيد إقليمي يصعب التنبؤ بمآلاته.
أبعاد سياسية ودبلوماسية
في السياق ذاته، حذر مسؤولون في وزارة الخارجية من أن أي خطوة بهذا الحجم قد تؤثر سلباً على العلاقات مع شركاء دوليين، وتضع إسرائيل في موقف حساس أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة لوقف التصعيد وتجنب المساس بالمدنيين.
تصريح من مصدر أمني رفيع
وفي تصريح خاص لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال مصدر أمني مطلع على تفاصيل الاجتماع: "السيطرة على مدينة غزة ليست مجرد خطوة عسكرية، بل قرار يحمل أبعاداً استراتيجية معقدة، التوصية الحالية هي تجنب التورط في سيناريو قد يجر البلاد إلى مواجهة مفتوحة وطويلة الأمد."
بين الطموح العسكري والحذر الاستراتيجي
تأتي هذه التحذيرات في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل الأوساط السياسية لاتخاذ خطوات حاسمة في غزة، إلا أن التقييمات الأمنية تشير إلى ضرورة التروي والحذر، وبين الطموح العسكري والرؤية الاستراتيجية، يبدو أن القرار النهائي سيخضع لمزيد من النقاشات داخل الكابينت، وسط ترقب داخلي وخارجي لما ستؤول إليه الأمور في المرحلة المقبلة.
طالع أيضًا:
رئيس الأركان الإسرائيلي يتوعد: لا ملاذ لحماس والحرب مستمرة حتى الحسم