يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، شملت غارات جوية مكثفة على مناطق سكنية ومرافق مدنية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والإصابات، استهدفت مروحية منزلاً لعائلة السوافيري قرب شارع الفواخير في حي الدرج وسط مدينة غزة، فيما طالت الضربات الجوية خيامًا تؤوي نازحين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر، إضافة إلى شقة سكنية في الحي ذاته.
وفي شمال غرب المدينة، استخدمت وحدات هندسية روبوتات مفخخة لتفجير مبانٍ ومنازل في حي الشيخ رضوان، بينما ألقت طائرات صغيرة من نوع "كواد كابتر" قنابل حارقة على سوق الشيخ رضوان، ما تسبب بحرائق واسعة في الخيام والبسطات التجارية، كما شهدت أحياء الزيتون والصبرة جنوب المدينة قصفًا مدفعيًا متكررًا، أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
أزمة إنسانية تتفاقم وسط نقص حاد في الغذاء والمساعدات
في ظل الحصار المفروض على القطاع، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل ست حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل، لترتفع الحصيلة إلى 367 حالة، منهم 131 طفلًا، وتكشف الصور الواردة من داخل القطاع عن معاناة يومية يعيشها السكان، في ظل غياب مصادر الدخل، وانعدام القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.
تكلفة العملية العسكرية تتجاوز 7 مليارات دولار
بحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن تكلفة العملية المرتقبة في مدينة غزة تتراوح بين 20 و25 مليار شيكل، أي ما يعادل نحو 7.38 مليارات دولار، وتشير التقديرات إلى أن الجيش جند أكثر من 35 ألف جندي احتياط، على أن ينضم إليهم 25 ألفًا إضافيًا خلال الأسابيع المقبلة، استعدادًا لتنفيذ عملية "عربات جدعون، وتهدف الخطة إلى تطويق المدينة ثم تنفيذ مناورة برية واسعة، بمشاركة جميع الألوية النظامية، باستثناء لواء المظليين الذي سيبقى في الضفة الغربية.
انقسام سياسي واحتجاجات داخلية تطالب بصفقة تبادل
في سياق متصل، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مطلعين أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية منقسمة بشأن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، بينما يفضل عدد من القادة العسكريين والمسؤولين في جهاز الاستخبارات العودة إلى نهج تدريجي يبدأ بهدنة مؤقتة.
في القدس، انطلقت احتجاجات شعبية تطالب بإبرام صفقة تبادل تضمن عودة المحتجزين، وشهدت المنطقة المحيطة بمنزل نتنياهو إشعال إطارات وتجمعات أمام منازل وزراء، فيما أعلنت عائلات المحتجزين عن بدء ثلاثة أيام من الاعتصام، تتوج بتظاهرة كبيرة مساء السبت.
غزة بين التصعيد العسكري والانهيار الإنساني
في ظل استمرار العمليات العسكرية وتباطؤ الاستجابة الإنسانية، تتجه غزة نحو مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث تتداخل الأبعاد السياسية والإنسانية في مشهد يفتقر إلى أي مؤشرات على التهدئة، وبينما تتحدث التقارير عن خطط لإجلاء السكان قبل بدء المناورة البرية، تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تنفيذ عملية إجلاء جماعي في ظل هذه الظروف "أمر مستحيل".
طالع أيضًا:
الجيش الإسرائيلي يواجه إنهاكا في قواته ونقصا حادا بمعداته الثقيلة