أعلنت سلطة المياه عزمها على ضخ كميات من المياه المحلاة إلى بحيرة طبريا خلال الأسابيع المقبلة، في محاولة للتخفيف من الانخفاض الحاد في منسوب المياه الذي يهدد الموارد المائية والنظام البيئي في شمال إسرائيل.
وفي تصريحات هاتفية لبرنامج "أول خبر"، كشف فراس تلحمي، مدير قسم بحيرة طبريا والمحافظة على مصادر المياه في الشمال، أن منسوب البحيرة حالياً يقف على بعد 20 سنتيمتراً فقط من "الخط الأحمر" السفلي، وهو المستوى الذي يشير إلى حالة حرجة.
وأضاف أن وتيرة الانخفاض مستمرة، حيث تنخفض مياه البحيرة بمعدل 30 إلى 35 سنتيمتراً شهرياً، ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة خلال الأشهر المقبلة بسبب عوامل الطقس وارتفاع معدلات التبخر.
وأوضح تلحمي أن هذه الوضعية ليست جديدة، حيث شهدت البحيرة بين عامي 2013 و2018 سنوات جفاف متواصلة، تسببت في وصول منسوب المياه إلى مستويات منخفضة جداً، مشيراً إلى أن العام الحالي بدأ بمستويات صعبة للغاية بعدما كانت هناك فترات ارتفاع كبيرة في الأعوام الماضية.
وحول خطة الضخ، أكد تلحمي أن المياه المحلاة ستُضخ من معامل تحلية مياه البحر في حيفا وأشدود، وذلك اعتباراً من شهر أكتوبر وحتى نوفمبر، للحد من الانخفاض الحاد في المناسوب، رغم أن الكميات المتوقعة في هذه المرحلة لا تكفي لسد الفجوة بشكل كامل.
وحذر من الآثار السلبية لانخفاض المنسوب على البحيرة، مشيراً إلى ارتفاع ملوحة المياه التي تؤثر على إمكانية استخدامها لشرب الإنسان، وكذلك على النظام البيئي والمردود الاقتصادي مثل صيد الأسماك.
كما بيّن وجود جزر جديدة تظهر في أماكن كانت مغمورة سابقاً داخل البحيرة، مما يشكل تأثيراً بيئياً واضحاً.
وفيما يتعلق بسلامة المياه واستخدامها، طمأن تلحمي المواطنين بأنه لا يشكل الوضع الحالي خطراً على استخدام المياه للاستحمام، وأن هناك مراقبة دائمة لجودة المياه.
وحول موسم الشتاء المقبل، أشار إلى وجود تواصل مستمر مع جهات الأرصاد الجوية، لكنه أشار بحذر إلى أن التوقعات حول كمية الأمطار ليست مشجعة للغاية، مع احتمالات كبيرة لسنة جفاف مقبلة. لذلك، فإن سلطة المياه تتخذ التدابير للاستعداد لهذا الواقع الجديد.