كشف أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، عن أسباب تفاقم أزمة الهوية في سوريا.
وقال في مداخلة هاتفية لبرنامج"يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "النظام السوري، سواء في عهد الأب حافظ الأسد أو الابن بشار، استند إلى حكم استبدادي دكتاتوري قضى على المؤسسات المدنية وحول العلاقة بين الدولة والمجتمع إلى علاقة زبائنية قائمة على الولاء المطلق للزعيم".
وأوضح الرنتاوي أن النظام رغم محاولاته فرض سيطرته الكاملة، لم يستطع طمس مؤسسات مهمة مثل المؤسسة الدينية والعشائرية، وهو واقع يعكس أزمات عميقة في بناء دولة المؤسسات.
وذكر أن مظاهر الاستبداد ذهبت بعيداً حتى وصل الأمر إلى انتخابات شكلية لا تعكس أي ديمقراطية حقيقية.
واستعرض الرنتاوي كيف أن سياسات النظام أدت إلى انفجار أزمات هوياتية حادة في سوريا، حيث بدأت الهويات الفرعية – المذهبية، الطائفية، العرقية - تأخذ أبعاداً قاتلة، تتصاعد النزعات الانفصالية لدى الأقليات وبعض المكونات، مع تزايد دعم إقليمي ودولي لبعض هذه الاتجاهات، وهو ما يشكل خطراً على وحدة سوريا ووحدتها.
وأشار إلى أن الأزمة الهوياتية في سوريا ليست حالة فريدة من نوعها، فهناك تفاعلات مماثلة في مناطق أخرى حول العالم، لكنه شدد على أن الفارق في سوريا أن هذه النزعات تأخذ أشكالاً عنيفة وصراعية تفضي إلى نزاعات داخلية مدمرة.
وتابع: "ممارسات النظام أسهمت في تفجير هذه الأزمة من خلال فرض حكم يمتاز بتجانس مذهبي وسياسي، وإقصاء باقي الفئات، ما أدى إلى إحباط طموحات مكونات عديدة وبروز صراعات تهدد الاستقرار".
وشدد على أهمية وجود إرادة وطنية حقيقية وقوية في سوريا لدرء مخاطر التقسيم والانفصال، داعياً القوى السياسية والشعبية إلى التحرك من أجل حماية وحدة وسيادة البلاد، لأن استمرار السياسات الحالية يهدد مستقبل سوريا ويزرع بذور صراعات طويلة الأمد.