أكد أمجد الشوا، مدير المنظمات الأهلية في قطاع غزة، أن إعلان الأمم المتحدة عن مجاعة متفاقمة في القطاع جاء متأخرًا، لكن تداعيات الأزمة الإنسانية الحالية تتراكم على مدار أشهر طويلة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الكارثة لا تقتصر على اللحظة الراهنة، بل تشمل تدهورًا حادًا في التغذية وحالات وفاة بسبب سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والأطفال تحت سن الخامسة.
وأشار إلى أن ما يقرب من 300 ألف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية وفق تقديرات اليونيسف، فيما يحتاج عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال إلى علاج طبي عاجل بسبب تدهور حالتهم الصحية.
وأضاف أن حالة النزوح التي يشهدها القطاع تزيد الوضع مأساوية، إذ يتوزع النازحون في مناطق عدة، لا سيما جنوب غزة، حيث تفتقد البنية التحتية الصحية الكافية للتعامل مع الأعداد الكبيرة للمرضى والجرحى.
وأوضح أن خطر تفاقم الأوضاع الصحية وارتفاع معدلات الوفيات يهدد الجميع، مع تحذير من توسع حالة المجاعة من شمال إلى جنوب القطاع.
وأفاد بأن مناطق الجنوب وصلت إلى درجات متقدمة من الأزمة بمستوى خطر شديد، مع استمرار القصف وحصار دخول المساعدات الإنسانية والدوائية.
وتطرق إلى أزمة نقص المساعدات التي تواجه قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود إبطاء متعمّد من الجيش الإسرائيلي في إدخال المواد عبر المعابر، خصوصًا معبر كرم أبو سالم.
وقال إن إجراءات التفتيش المرهقة وصعوبة السيطرة على الطرق التي تحاصر غزة تجعل نسبة كبيرة من المساعدات تُسرق أو تٌباع بأسعار مضاعفة في الأسواق المحلية، فيما لا يستطيع 90% من السكان شراء هذه المواد وسط فقدان مصادر الدخل والبطالة المتفشية.
وذكر الشوا أن كمية المساعدات التي تدخل لا تغطي إلا نسبة ضئيلة من الاحتياجات الحقيقية في ظل الأزمة، وحاجتهم الملحة إلى نحو ألف شاحنة من مختلف أصناف المواد الإنسانية لتغطية احتياجات السكان من الغذاء، الماء، النظافة، الصحة، والمواد اللازمة للإيواء.
وأشار إلى المعاناة النفسية الكبيرة للناس جراء النزوح المستمر والدمار الذي طال الأبراج السكنية التي تأوي مئات العائلات، على حد قوله.
وأوضح أن الأبراج المهدمة تضم عشرات الشقق التي تسكنها عائلات فلسطينية، وأن تهدمها أو قصفها يعني فقدان مأوى آلاف النازحين الذين لا يجدون مكانًا آمنًا يلجؤون إليه.
وانتقد الشوا عدم وجود بوادر لتحسن الوضع الإنساني مع استمرار القصف، مبينًا أن النزوح ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل هو معاناة حقيقية تستوجب تحركًا دوليًا عاجلاً لوقف النزيف وتوفير الدعم اللازم لسكان غزة.
