تشهد قرية مسافر يطا تصاعداً كبيراً في الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين، خاصة بعد توسع البؤر الاستيطانية.
وبالأمس، أصيب عشرون فلسطينيا بينهم سبعة أطفال، في هجوم شنه مستوطنون على منطقة "خلة الضبع" بمسافر يطا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وأكد الناشط الميداني أسامة مخامرة أن المستوطنين لا يتورعون عن بناء وتوسيع مستوطناتهم، مدعومين بشبكات مياه وكهرباء في مناطق ممنوعة، في حين يُمنع الفلسطينيون من البقاء في أراضيهم ويُهجرون قسرًا.
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أشار مخامرة إلى تصاعد الهجمات بشكل ملحوظ منذ بداية أكتوبر الماضي، حيث تتكرر الاعتداءات العنيفة على المواطنين وممتلكاتهم، وخاصة في قرية خلة الضبع التي شهدت هجومًا أدى إلى إصابة أكثر من 20 فلسطينيًا، منهم 9 لديهم إصابات خطيرة استدعت نقلهم إلى مستشفيات بالخليل لإجراء عمليات جراحية.
كما يتلقى عدد من المصابين العلاج داخل مستشفى يطا الحكومي، وسط استمرارية التوتر والاحتقان.
وتابع: "هذه الاعتداءات لا تقتصر على ساعات الليل فقط، بل تنتشر على مدار الساعة في أنحاء مختلفة من مسافر يطا، حيث يهاجم المستوطنون القرى والخرب المرتبطة بمسافر يطا، والتي تفتقر غالبًا إلى تواجد شبابي كبير، ويواجه السكان وخاصة النساء والأطفال اعتداءات مسلحة من قبل مجموعات مسلحة مدججة بأسلحة متنوعة تتجاوز السكاكين إلى أسلحة نارية".
وكشف مخامرة عن سياسة الاستيطان الرعوية الجديدة التي ينتهجها المستوطنون، حيث يتم إدخال آلاف قطعان المواشي إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية، ما يلحق دمارًا بالمزروعات وأشجار الزيتون التي تم تخريب أكثر من 10 آلاف شجرة منها في مسافر يطا، إضافة إلى تدمير محاصيل أخرى وحرمان المزارعين من الاستفادة من أراضيهم.
واستطرد: "السكان الذين أصبحوا محاصرين داخل كانتونات معزولة بينها أكثر من عشرين بؤرة استيطانية ومستوطنات قائمة منذ الثمانينيات. وتؤدي هذه التصرفات إلى تهجير تدريجي للفلسطينيين من أراضيهم".
وحول توثيق هذه الانتهاكات، أكد "مخامرة" أن المنظمات الحقوقية الأجنبية والإسرائيلية تتواجد بشكل مستمر لتوثيق الأحداث، إلا أن ذلك لا يترجم على أرض الواقع بتحرك جاد يوقف هذه الهجمات، خاصة مع تزايد الاعتداءات على الناشطين ومصادرة كاميراتهم.