تستعد وزارة الخارجية الإسرائيلية لتنظيم أول يوم ترفيهي لموظفيها في الضفة الغربية، وذلك في مجمع "ميشور أدوميم" الصناعي التابع لمستوطنة "معاليه أدوميم"، احتفالًا برأس السنة العبرية، وفقًا لما نشرته صحيفة "هآرتس" يوم الثلاثاء. ا
والحدث الذي يُعد الأول من نوعه في هذا الموقع، يأتي في وقت حساس سياسيًا وأمنيًا، ما أثار موجة من الانتقادات داخل الوزارة.
فعاليات متنوعة بحضور كبار المسؤولين
الاحتفال سيشمل عروضًا موسيقية وغنائية، رقصًا على الطراز اليوناني، ورش عمل في الطبول وصنع النبيذ، علاجات سبا، توزيع هدايا، وحفل نخب.
ومن المقرر أن يحضر الفعالية وزير الخارجية غدعون ساعر، نائبته شاران هاسكل، والمدير العام للوزارة إيدن بار تال، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروح المعنوية والاندماج بين الموظفين.
تحفظات داخلية ومخاوف أمنية
رغم الطابع الاحتفالي، عبّر عدد من موظفي الوزارة عن تحفظهم على اختيار الموقع، خاصة في ظل استمرار الحرب، معتبرين أن توقيت الفعالية غير مناسب سياسيًا.
وأحد الموظفين تساءل: "هل هناك إنجازات سياسية تستحق الاحتفال؟"، في إشارة إلى التوترات الإقليمية والانتقادات الدولية الأخيرة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما أشار مصدر في الوزارة إلى أن نسبة المشاركة المتوقعة قد لا تتجاوز 20%، بسبب شعور بعض الموظفين بعدم الأمان في الوصول إلى الموقع بسياراتهم الخاصة، رغم توفير الوزارة حافلات من القدس وتل أبيب ومستوطنة موديعين.
مبررات رسمية لاختيار الموقع
الوزارة أوضحت أن اختيار "ميشور أدوميم" جاء بناءً على نتائج مناقصة مركزية أجراها المحاسب العام، حيث حصل الموقع على أعلى تقييم.
وأضافت أن الهدف من الفعالية هو تنظيم يوم دمج واحتفال داخلي للموظفين، مشيرة إلى أن معظم وحدات الوزارة ستغلق أبوابها خلال الحدث، ولن يُسمح باستقبال الجمهور أو دعوة مجموعات خارجية.
خلفية سياسية تزيد من حدة الجدل
ويأتي هذا الحدث في سياق تصريحات رسمية سابقة من الوزارة تضمنت تأكيدات بشأن ضم أراضي الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، مستندة إلى تفسير خاص لوعد بلفور باعتباره يشمل كامل أراضي فلسطين الانتدابية، وهذه التصريحات أثارت انتقادات محلية ودولية، ما زاد من حساسية إقامة الفعالية في هذا التوقيت والموقع.
والفعالية المرتقبة تعكس تباينًا واضحًا داخل وزارة الخارجية بين من يرى فيها فرصة للترفيه والاندماج، وبين من يعتبرها خطوة غير محسوبة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة، وفي تصريح لصحيفة "هآرتس"، قال أحد الموظفين: "نحن بحاجة إلى لحظات تواصل، لكن ليس على حساب الحساسية السياسية أو شعورنا بالأمان."
طالع أيضًا:
وزير الخارجية الإسرائيلي: ماكرون يتدخل في صراع ليس طرفًا فيه ويقوض استقرار المنطقة