شهدت مناطق متفرقة من القدس والضفة الغربية، تصعيدًا عسكريًا واسعًا عقب عملية إطلاق نار وقعت في القدس وأسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين وإصابة ثلاثين آخرين بجروح متفاوتة، وفي أعقاب الحادث، فرضت القوات إجراءات أمنية مشددة، شملت حصارًا على عدد من البلدات، واقتحامات متكررة، واعتقالات جماعية، وسط حالة من التوتر المتصاعد.
اقتحامات في محيط القدس واعتقالات في بلدات متعددة
طالت الاقتحامات بلدات بدو وقطنة، حيث أغلقت القوات مداخلها واعتقلت عددًا من الشبان. كما شملت العمليات بلدات الرام وكفر عقب وأبو ديس، حيث سُيرت آليات عسكرية في الشوارع، وسط إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع، وفي مدينة القدس، اعتُقل أربعة شبان من بلدة أبو ديس، في ظل استمرار حملات التفتيش والاعتقال.
حملة اعتقالات واسعة في جنين ورام الله والخليل
في جنين، اقتُحمت بلدة ميثلون جنوب المحافظة، واعتُقل 13 فلسطينيًا من عائلات مختلفة، بينهم أكاديميون وشبان، كما اعتُقل الطفل محمد وليد كيلاني (13 عامًا) من بلدة سيلة الظهر.
وفي رام الله، اعتُقل الشاب أحمد صالح شريتح من المزرعة الغربية، بينما شهدت الخليل اعتقال فراس الأطرش وعيد بركات بعد اقتحام بلداتهم.
إغلاق طرق وتفتيش للمركبات في طولكرم وعرابة
شددت القوات القيود على مداخل مدينة طولكرم، مع تفتيش واحتجاز للمركبات، فيما اقتُحمت بلدة عرابة جنوب جنين، وأُجبر أصحاب المتاجر على إغلاقها، كما توغلت القوات في بلدات سعير ودورا وإذنا، وأقامت حواجز عسكرية في محيطها.
هدم منزل أسير في بيت عوا وتضرر ممتلكات مدنية
في بلدة بيت عوا غرب الخليل، نُسف منزل عائلة الأسير ثابت مسالمة، بزعم مشاركته في عملية إطلاق نار سابقة، والهدم تسبب في تشريد أفراد العائلة، وسط إدانات حقوقية محلية.
تصعيد في هجمات المستوطنين على الممتلكات الفلسطينية
بالتوازي مع الإجراءات العسكرية، صعّد المستوطنون من هجومهم في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وفقد أُصيب ثلاثة فلسطينيين بحروق جراء إحراق مشتل زراعي في دير شرف، كما أُحرقت أراضٍ مزروعة بالزيتون في يتما، وتعرضت منازل في بورين لهجمات، إضافة إلى تكسير مركبات قرب مستوطنة "يتسهار".
وفي أريحا، اقتحم مستوطنون تجمع شلال العوجا، وقطعوا خط الكهرباء الرئيسي، ما أدى إلى انقطاع التيار عن منازل العائلات البدوية وتضرر حياتهم اليومية.
وفي سياق متصل قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: "الهجمات الأخيرة على الممتلكات والمزارع والمنازل تشكل تصعيدًا خطيرًا، وتستدعي تدخلًا عاجلًا لحماية المدنيين من الانتهاكات المتكررة."
والتصعيد الميداني في الضفة الغربية والقدس يعكس حالة من التوتر المتزايد، وسط إجراءات أمنية مشددة وهجمات متكررة على المدنيين وممتلكاتهم، ومع استمرار هذه التطورات، تتصاعد الدعوات الحقوقية لوقف الانتهاكات وضمان حماية السكان من تداعيات التصعيد العسكري والميداني.
