يرى بروفيسور أيمن يوسف، أستاذ العلاقات الدولية، أن عملية الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في دولة خليجية حليفة للولايات المتحدة، مثل قطر، تمثل ضربة استراتيجية غير متوقعة ولكنها تحمل رسائل عدة في مسار الصراع الحالي.
وصف يوسف العملية، في حديثه ضمن مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، بأنها جاءت بعد فشل إسرائيلي في منع "عملية راموت" الاستخبارية، مشيراً إلى أن تل أبيب تسعى من وراء هذه الخطوة إلى توجيه رسائل للرأي العام الإسرائيلي تؤكد قدرتها على تنفيذ عمليات عميقة، كما تريد الضغط على قطر لردعها عن دعم حماس.
كيف أبرزت إسرائيل استقلالها عن الإدارة الأمريكية؟
وأضاف يوسف أن هذه الضربة تُعد إشارة لإسرائيل بأنها تمتلك خيارات عسكرية مستقلة عن الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل تعقيد تحالفاتها وعدم رضاها عن الدور القطري في ملف حماس.
وأوضح أن الأمر لا يقتصر على إسرائيل وقطر فقط، لكن الرسالة تمتد إلى الولايات المتحدة التي يبدو أن حكومتها لم تكن على علم كامل بالتفاصيل، ما يثير تساؤلات عن مدى التنسيق في مثل هذه العمليات الحساسة.
وفي رد الفعل القطري والخليجي، أكد يوسف أن الدول العربية ستلتزم بالسلوك التقليدي عبر اللجوء إلى المحافل الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، متوقعاً أن تُشكل قطر فريقًا قانونيًا لمتابعة القضية، وتحريك الضغط الدولي عبر القضاء والمحافل السياسية.
إعادة ترسيم جيوسياسية الخليج
وأشار البروفيسور إلى أن إسرائيل بهذا العمل تحاول إعادة ترسيم جيوسياسية الخليج، مرسلة رسالة واضحة لإيران التي تشهد دورًا متصاعدًا في المنطقة، خصوصاً مع التوترات في اليمن وتهديدات للمصالح الإسرائيلية.
وأكد أن بنيامين نتنياهو يستغل ضعف إدارة الرئيس دونالد ترامب في تنفيذ مغامراته العسكرية، مستغلاً ضعف التأثير الأمريكي لتوسيع خياراته العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط.
هل تؤثر الضربة على مستقبل حماس؟
تطرق يوسف أيضا إلى مستقبل قيادة حماس، مشيراً إلى أن الضربة قد تدفع الحركة للبحث عن ملاذات أخرى خارج قطر، مثل طهران أو ماليزيا، معتبراً أن الخيارات محدودة بسبب الضغط المتزايد من إسرائيل وأجهزتها الأمنية، وتباين مواقف الدول الداعمة.
في الختام، رأى البروفيسور أيمن يوسف أن هذه العملية تشكل علامة فارقة في إعادة ترتيب التحالفات والنفوذ في المنطقة، مع تصاعد دور وسيناريوهات جديدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والإقليمي المصاحب له.
