تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ حملة اقتحامات واسعة وغير مسبوقة استهدفت عددا من قرى وبلدات محافظة جنين، وسط انتشار مكثف للمشاة والآليات العسكرية.
وقال الصحافي ضياء حوشية، إن هناك سبع قرى فلسطينية تقع في منطقة شمال غرب القدس من حصار كامل يُضيّق الخناق على نحو 70 ألف نسمة يعيشون فيها.
وأوضح: "السلطات الإسرائيلية تشدد السيطرة على المنافذ، إذ يوجد مدخل رئيسي واحد يربط هذه القرى بنفق بناه الجيش الإسرائيلي قبل سنوات، يسمح فقط للفلسطينيين بالمرور، بينما تسير شوارع المستوطنين فوقه بحرية كاملة".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "في الساعات الأخيرة، عمد الجيش الإسرائيلي إلى توزيع قرارات هدم واسعة النطاق، شملت منتزهًا في بلدة بدو شمال غرب القدس، إلى جانب منازل في منطقة القبيبة، وقامت الجرافات العاملة بهدم أسوار وممتلكات، مع تهديدات موجهة لأصحاب المنازل لإجراء الهدم الذاتي تحت وطأة فرض غرامات كبيرة في حالة الرفض".
تطبيق فعلي للهدم
وتابع: "المشهد ليس مجرد تهديد لفظي، بل تطبيق فعلي لهدم المنشآت في المنطقة، التي كانت تشتهر بهدوء نسبي منذ سنوات، مع وقوع آخر حدث أمني كبير في سبتمبر 2017، عندما تم إطلاق النيران من قبل شاب فلسطيني، على عناصر أمن وقتل ثلاثة من رجال الأمن، وبعدها لم تشهد المنطقة أية أحداث أخرى".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرض حصارًا مشددًا على السكان، حيث تم إغلاق حاجزين رئيسيين من قبل القوات، مع إدخال عدد محدود جدًا من المركبات لتلبية الاحتياجات الضرورية بعد تفتيش دقيق.
واستكمل حديثه قائلًا: "الحصار المستمر منذ ثلاثة أيام يؤثر بشدة على حياة السكان، خصوصًا الذين يحتاجون إلى تنسيق مسبق للخروج، مثل مرضى الكلى الذين يتوجب عليهم الوصول إلى المستشفيات بانتظام، إضافة إلى منع التجار من دخول المنطقة لتزويد المحلات بالسلع الغذائية، مما يؤدي إلى أزمة تموينية حادة إذا استمر الحصار، ويهدد بانعدام المواد الغذائية والضروريات اليومية".
وفي سياق ميداني متصل، قال حوشية إن الجيش الإسرائيلي يقوم بمداهمات عشوائية في المنازل، وتستخدمها كمقرات للتحقيق والمراقبة، مما يضاعف من معاناة العائلات التي لا علاقة لها بأي نشاط مقاوم، ويحول دون عودة الحياة الطبيعية في تلك القرى.لاالا