بعث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، صباح الخميس، رسالة رسمية إلى اللجنة الاستشارية لتعيين كبار الموظفين في الدولة، برئاسة القاضي المتقاعد آشر غرونيس، أعلن فيها عزمه تعيين اللواء دافيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام "الشاباك"، خلفًا للرئيس السابق الذي أُقيل من منصبه في وقت سابق.
التفكير النقدي والقيادة: دوافع التعيين بحسب نتنياهو
في رسالته، أشار نتنياهو إلى أن اختياره لزيني جاء بعد دراسة معمّقة لعدد من المرشحين من داخل الجهاز وخارجه، مؤكدًا أن "التفكير النقدي الذي أظهره زيني في مناصبه المختلفة، واستعداده للتفكير خارج الصندوق، إلى جانب قدرته على القيادة ومواءمة المنظومة مع الواقع المتغير، كلها عوامل جعلته المرشح الأنسب لهذا المنصب".
والقرار يأتي بعد التوصل إلى تسوية مع المستشارة القضائية للحكومة، غالي برهاف ميارا، التي كانت قد أبدت تحفظات قانونية سابقة حول صلاحية نتنياهو في إجراء هذا التعيين، خاصة في ظل تضارب المصالح الذي أثير حوله.
نهاية ولاية القائم بالأعمال تقترب
الشخص الذي تم تعيينه قائمًا بأعمال رئيس الجهاز بعد إقالة الرئيس السابق، تنتهي صلاحية تعيينه في 21 سبتمبر 2025، ما دفع نتنياهو إلى تسريع إجراءات التعيين الرسمي، في ظل ما وصفه بـ"الحاجة الملحة لتثبيت قيادة دائمة للجهاز الأمني".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
خلفية زيني العسكرية: خبرة ميدانية واسعة
دافيد زيني هو لواء احتياط في الجيش، خدم في وحدات نخبة مثل "سييرت متكال"، وقاد كتيبة 51 في لواء غولاني، ووحدة "إيغوز"، كما أسس لواء الكوماندوز وترأسه.
وتولى قيادة فرقة 340، وأشرف على مراكز تدريب وتأهيل عسكرية، ويشغل حاليًا منصب رئيس هيئة التدريب القومية.
ردود فعل وتحفظات قانونية
رغم إعلان نتنياهو، لا تزال اللجنة الاستشارية بحاجة إلى المصادقة على التعيين، وسط دعوات من جهات قانونية وسياسية لإعادة النظر في الآلية.
المستشارة القضائية للحكومة قالت في بيان سابق: "هناك شكوك جدية في أن رئيس الحكومة تصرف في حالة من تضارب المصالح، وآلية التعيين معيبة".
كما دعت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكم" إلى تقديم التماس للمحكمة العليا للطعن في التعيين، معتبرة أن الخطوة تمسّ بمبدأ سيادة القانون.
بينما يرى نتنياهو في زيني قائدًا قادرًا على مواجهة التحديات الأمنية، فإن الجدل القانوني والسياسي المحيط بالتعيين قد يؤثر على مسار المصادقة النهائية.
والأنظار تتجه الآن إلى لجنة غرونيس، التي ستبت في التوصية خلال الأيام المقبلة، وسط ترقب داخلي وخارجي لما سيؤول إليه هذا الملف الحساس.
طالع أيضًا:
أزمة تعيين بالشاباك: نتنياهو يكلّف شين مؤقتًا والمستشارة القضائية تعترض