في أول ظهور له بعد نجاته من محاولة اغتيال استهدفته خلال اجتماع تفاوضي في غزة، كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الدكتور غازي حمد، عن لحظات مرعبة عاشها هو والوفد المفاوض أثناء دراسة مقترح أمريكي بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن القصف كان مفاجئًا وعنيفًا، وأنه نجا بأعجوبة من الهجوم الذي استهدف مكان الاجتماع.
لحظات الرعب خلال اجتماع تفاوضي
قال حمد في تصريحاته: "كنا في اجتماع، نحن الوفد المفاوض وبعض المستشارين، وخلال أقل من ساعة على بدء دراسة المقترح الأمريكي الذي تسلمناه، سمعنا صوت الانفجارات المدوية، وخرجنا فورًا من المكان؛ لأننا عرفنا منذ البداية أن الانفجارات هي قصف إسرائيلي"، وأضاف أن القصف كان شديدًا، وأن نحو 12 صاروخًا سقطت خلال أقل من دقيقة، ما أدى إلى حالة من الذعر والارتباك داخل المكان.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
نجاته بأعجوبة وسط تصعيد ميداني
أوضح حمد أن سرعة رد الفعل كانت العامل الأساسي في نجاتهم، مشيرًا إلى أن الوضع كان "مروعًا"، وأن الصواريخ كانت متتالية بشكل غير مسبوق، وقال: "كتب الله لنا النجاة"، في إشارة إلى حجم الخطر الذي تعرض له الوفد المفاوض. وتأتي هذه الحادثة في ظل تصعيد ميداني متواصل في قطاع غزة، وسط جهود دولية متعثرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة.
غازي حمد: لا خطوط حمراء أمام إسرائيل والوساطة الأميركية فقدت مصداقيتها
كما أكد غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتستهدف الأمة بأكملها، داعيًا إلى موقف عربي موحد ضد ما وصفه بـ"الانفلات الإسرائيلي".
وانتقد حمد الوسيط الأميركي واصفًا تجربته معه بـ"المريرة" بسبب غياب المصداقية، وأكد أن الحركة تتعامل مع المحتجزين وفق قيمها، رغم التصعيد في غزة، وذلك في أول ظهور له بعد محاولة اغتياله في الدوحة.
ردود فعل وتحذيرات دولية
في السياق ذاته، عبّرت جهات دولية عن قلقها من استهداف شخصيات سياسية خلال مفاوضات حساسة، وقالت مصادر دبلوماسية إن "استهداف الوفود التفاوضية يهدد فرص التوصل إلى اتفاق ويقوض جهود الوساطة"، كما دعت الأمم المتحدة إلى حماية المسارات السياسية وعدم المساس بالأطراف المشاركة في الحوار.
بيان من حركة حماس
وفي بيان رسمي، أكدت حركة حماس أن محاولة اغتيال غازي حمد "لن تثني الحركة عن مواصلة جهودها السياسية"، مشيرة إلى أن "الرد الحقيقي سيكون بتعزيز الموقف التفاوضي وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني"، وأضاف البيان: "نحذر من المساس بأي من أعضاء الوفد المفاوض، ونحمّل الجهات المسؤولة تبعات هذا التصعيد".
حادثة استهداف غازي حمد تفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل المسار التفاوضي، ومدى جدية الأطراف الدولية في حماية جهود التهدئة، وبينما تتواصل الاتصالات مع الوسطاء، يبقى مصير الاتفاق معلقًا وسط تصعيد ميداني وتوتر سياسي متزايد.
طالع أيضًا:
كاتس يتفاخر بتدمير الأبراج السكنية ويهدد بتحويل غزة إلى "أنقاض"