واصل الجيش الإسرائيلي، في اليوم الـ713 من الحرب على قطاع غزة، تنفيذ عمليات قصف جوي ومدفعي مكثفة استهدفت أحياء المدينة، بما في ذلك تجمعات للنازحين قرب مستشفيي الشفاء والمعمداني٫ وشهدت مناطق شمال غرب غزة، خصوصًا محيط أبراج المخابرات والمقوسي، عمليات تفجير ونسف واسعة، حولت المباني إلى ركام، وسط غياب أي منطقة آمنة للسكان.
كما استخدمت القوات المدرعات المفخخة لتدمير المنازل، في مشهد وصفه مسؤولون فلسطينيون بأنه محاولة ممنهجة لدفع السكان نحو النزوح جنوبًا، تمهيدًا لإجبارهم على مغادرة القطاع بالكامل.
انقطاع الاتصالات يعمّق العزلة الإنسانية
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن نحو 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة باتوا معزولين عن العالم الخارجي بعد انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأوضح أن هذا الإجراء تزامن مع تقدم القوات في الأحياء الشمالية الغربية، ما تسبب في تعتيم إعلامي كامل على ما يجري، وأعاق توثيق الانتهاكات ومتابعة أوضاع النازحين.
حصيلة ثقيلة من الضحايا والدمار
أعلن الدفاع المدني صباح الخميس أن 99 فلسطينيًا ارتقوا منذ منتصف الليلة الماضية نتيجة الغارات المكثفة، فيما أفاد مستشفى العودة في النصيرات بارتقاء أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين في قصف استهدف منزلاً لعائلة أبو خير في مخيم البريج وسط القطاع.
وتحول ليل المدينة إلى نهار بفعل التفجيرات المستمرة، التي دمرت البنية التحتية وألحقت أضرارًا جسيمة بالأبراج السكنية والمرافق الحيوية.
دعوات دولية وتحذيرات من انهيار المسار السياسي
قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن التصعيد في غزة والضفة الغربية يبعد المجتمع الدولي أكثر عن مسار حل الدولتين، مؤكدًا أن الأمم المتحدة لن تسمح لهذه التطورات بأن تقوض جهودها في تحقيق مستقبل مستقر وعادل للفلسطينيين والإسرائيليين.
من جهتها، أدانت الجبهة الشعبية ما وصفته بـ"المجازر الجماعية"، ودعت إلى احتجاجات عالمية ضد الدعم الأميركي للعمليات العسكرية، مطالبة بمحاصرة السفارات والمؤسسات الدولية وشركات السلاح، لإيصال رسالة واضحة بأن هذه الجرائم يجب أن تتوقف فورًا.
غزة في مواجهة مفتوحة وسط صمت دولي
في ظل استمرار القصف وتدمير الأحياء السكنية، يعيش سكان غزة تحت ضغط إنساني هائل، وسط انقطاع الاتصالات وتضاؤل فرص النجاة٫ وبينما تتصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد، يبقى الواقع الميداني أكثر قسوة من أي بيان، ويُنتظر من المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية لإنهاء هذه المأساة المستمرة.
طالع أيضًا:
الحرب على غزة| هجوم بري وانقطاع خدمات الإنترنت وسط ظروف كارثية