أرقام الضحايا في غزة تفضح التباين بين الرواية الفلسطينية والإسرائيلية

shutterstock

shutterstock

ارتقى عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما أصيب أكثر من 166 ألفًا آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي أعلنت أن حصيلة الضحايا تجاوزت حتى الآن 65,283.


هذه الأرقام، رغم إنكار الحكومة الإسرائيلية لها رسميًا، تجد صدى في تصريحات عسكرية وسياسية إسرائيلية أقرت بتقديرات قريبة منها، في ما يشبه اعترافًا غير مباشر بدقتها.


أكثر من 10% من سكان غزة قُتلوا أو جُرحوا


ففي لقاء مع مستوطنين بـ"عين هبسور"، أقر رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي بأن "أكثر من 10% من سكان غزة قُتلوا أو جُرحوا، مضيفًا أن ما يجري ليس حربًا ناعمة.


أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فقد أقر في آذار/ مارس 2024 بمقتل 13 ألف مقاتل فلسطيني، مشيرا إلى أن نسبة المدنيين إلى المقاتلين تصل إلى 1.5:1، وهي معادلة تقود عمليًا إلى حصيلة مماثلة لتقديرات وزارة الصحة الفلسطينية.


ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام


المعطيات الفلسطينية مدعومة بقوائم تفصيلية بأسماء الشهداء وأرقام هوياتهم، وهي قوائم لم تتمكن إسرائيل من دحضها، بل امتنعت عن الطعن بها، ما عزز مصداقيتها.


ويتمحور الجدل داخل إسرائيل يتمحور حول هوية الضحايا، ففي أغسطس الماضي، أعلن المتحدث العسكري أن قواته قتلت 2,100 مقاتل منذ استئناف الهجوم في 18 مارس، بينما وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 10,576 ضحية في الفترة نفسها، ما يعني أن 80% من الضحايا مدنيون. تحليل سابق لقاعدة بيانات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أظهر أن نسبة المقاتلين لم تتجاوز 17%.


46% من الضحايا نساء وأطفال دون سن 18


وتشير معطيات وزارة الصحة إلى أن 46% من الضحايا نساء وأطفال دون سن 18، بينهم أكثر من 940 رضيعًا لم يتموا عامهم الأول، هذه النسبة غير مسبوقة عالميًا منذ التسعينيات.


كما رفض الجيش الإسرائيلي الرد على استفسارات حول هجمات أوقعت مئات الضحايا، منها 29 غارة في أغسطس أسفرت عن مقتل 180 مدنيًا، ومجزرة عائلة زقوت التي أبيد منها 23 فردًا.


ونسفت تحقيقات دولية عدة الرواية الإسرائيلية، منها مركز "ACLED" الأميركي قدّر أن المقاتلين لا يشكلون أكثر من 10% من الضحايا.


 74% من الضحايا مدنيون


فيما شككت شبكة "بي بي سي" في مزاعم إسرائيل بمقتل 10 آلاف مقاتل، فيما وجد مركز "Airwars" أن من بين 606 غارات موثقة، لم يظهر دليل على وجود مقاتلين إلا في 26 فقط.


كما أكدت منظمة "Action on Armed Violence" أن 74% من الضحايا مدنيون.


وكشفت تصريحات هليفي الأخيرة طبيعة النهج الإسرائيلي، إذ قال إن الجيش "نفّذ هجمات بكميات هائلة على مدى عام ونصف" دون قيود من القيادة العسكرية أو القانونية، وهذا يؤشر إلى سياسة مقصودة في استهداف المدنيين أو على الأقل تجاهل حمايتهم.


ورغم استمرار الجيش الإسرائيلي في الادعاء بأنه يبذل جهدًا لتقليل الخسائر المدنية، فإن الصور الخارجة من غزة تحسم الجدل: جثث متفحمة، أطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض، وعائلات تُباد بالكامل.


اقرأ أيضا

وزير الخارجية المصري: انتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك تهديد خطير للأمن الإقليمي

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play