يرى الدكتور أمير عودة، الباحث في مؤسسة الفنار، إن ظاهرة البطالة في المجتمع العربي ليست عشوائية، بل نتاج تمييز تاريخي مستمر في تخصيص الموارد، خصوصاً في قطاع التعليم، ما يترك نسبة كبيرة من الشباب غير منخرطين في سوق العمل أو التعليم.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن حوالي 25% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة غير مؤطرين، أي غير منخرطين في التعليم أو العمل، وهي نسب أعلى من متوسطات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.
تداعيات ظاهرة البطالة
وأوضح "عودة" أن البطالة لا تؤثر فقط على الوضع الاقتصادي بل تصاحبها تداعيات اجتماعية خطيرة، مثل الشعور بالتهميش وتراجع تقدير الذات والانفصال عن المجتمع.
وأضاف أن غياب الدعم اللازم للتشغيل والتدريب، إلى جانب الضغوط الاقتصادية المتزايدة وتراكم الديون، يزيد من هشاشة الشباب ويجعلهم فريسة سهلة لمنظمات الجريمة والعنف.
وأشار "عودة" إلى أن بعض الشباب يختار الابتعاد عن التعليم والعمل التقليديين بسبب العجز عن تحقيق توقعاتهم المعيشية، ينجرفون نحو طرق سريعة لتحقيق دخل مالي عبر وسائل غير مشروعة، مستغلين أيضًا تأثير وسائل الإعلام والبيئة الاجتماعية السلبية.
وشدد على أهمية تدخل المؤسسات التعليمية والمجتمعية مبكراً في حياة الشباب من خلال برامج التوجيه المهني والاجتماعي بدءًا من المدارس الإعدادية، إلى جانب البحث عن فرص تدريبية وتعليمية تناسب قدراتهم وتطلعاتهم.
أهمية مبادرات دمج الشباب
وأشار إلى ضرورة تعزيز المبادرات التي تدمج الشباب في مسارات مهنية مدروسة ليست فقط عبر الخدمة المدنية بل من خلال أطر اجتماعية متنوعة تحفزهم على المشاركة الإيجابية.
وأوضح أن التحدي الأكبر يكمن في التمويل والإدارة الفعالة لهذه البرامج، رغم أن التقييمات تشير إلى وجود نتائج إيجابية ملموسة من مثل هذه المشاريع.