أقدم مجهولون على إشعال النيران في سيارة تنظيف الشوارع والأرصفة " المكنسة" التي تملكها بلدية عرابة، الليلة الماضية.
من جانبه، أدان الدكتور أحمد نصار، رئيس بلدية عرابة، هذا الحداث واعتبره اعتداء خطيرا على الحيز العام يعكس أزمة عميقة يمر بها المجتمع العربي في ظل تصاعد غير مسبوق لأعمال العنف والتخريب.
وقال نصار إن ما جرى وقع بعد انتهاء يوم عمل عادي في البلدية، حيث غادر الموظفون أماكن عملهم وبقيت الآليات في موقعها المخصص داخل حرم البلدية، قبل أن تتلقى البلدية بلاغا عن اقتحام المكان وإضرام النار بآلية تنظيف الشوارع، ما تسبب بأضرار جسيمة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن هذا الاعتداء لا يندرج فقط في إطار التخريب المادي، بل يكشف عن خلل خطير في القيم والسلوكيات، مشددا على أن العنف لم يعد موجها بين إنسان وإنسان فقط، بل بات يستهدف ممتلكات الجمهور التي يفترض أنها تخدم جميع السكان دون استثناء.
د. أحمد نصار: الحكومة تضع العراقيل أمام السلطات العربية
وانتقد رئيس بلدية عرابة السياسات الحكومية التي تضع عراقيل أمام السلطات المحلية العربية، خاصة في ما يتعلق باستغلال الميزانيات المخصصة لها، موضحا أن السلطات المحلية تواجه بعد المصادقة على الميزانيات سلسلة من الشروط والإجراءات المعقدة التي تعيق صرفها، ما يؤدي لاحقا إلى اتهامها بعدم الاستغلال وحرمانها من ميزانيات إضافية.
وأشار نصار إلى أن هذا النهج يشكل حلقة مفرغة، حيث تستخدم الميزانيات غير المصروفة ذريعة لتقليص الدعم، رغم أن أسباب عدم الصرف تعود في كثير من الحالات إلى سياسات الوزارات نفسها، وليس إلى تقصير من السلطات المحلية.
وتطرق إلى مثال من عرابة، وقال: "توجد مؤسسات عامة بمئات الملايين من الشواكل لا يمكن تشغيلها بسبب غياب بنية تحتية أساسية، وعلى رأسها شارع رئيسي ما زال معلقا منذ سنوات نتيجة تشابك الصلاحيات وكثرة الجهات الرسمية المعنية".
وحذّر نصار من أن تحويل ميزانيات مخصصة لتطوير البلدات العربية إلى جهات أخرى، تحت عناوين أمنية، يفاقم الأزمات بدل معالجتها، مؤكدا أن المجتمع العربي بحاجة إلى دعم حقيقي للتطوير والبناء، وليس إلى سياسات تزيد من الشعور بالإقصاء والضغط.