اقتحم مئات المستوطنين، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، في إطار احتفالات رأس السنة العبرية، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة الإسرائيلية، وتقييد واسع لحركة الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس.
طقوس دينية واستفزازات داخل الحرم
شهدت باحات المسجد الأقصى ممارسات استفزازية رافقت الاقتحام، شملت ترديد أغاني دينية، وإقامة شعائر تلمودية وطقوس توراتية، إلى جانب تصفيق ورقص جماعي داخل ساحات المسجد، في مشهد أثار استياء واسعًا في الأوساط المقدسية.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية أن عضو الكنيست السابق، الحاخام يهودا غليك، اقتحم المسجد مرتديًا لباسًا دينيًا توراتيًا، محاطًا بحماية أمنية مشددة، فيما تم فرض قيود صارمة على دخول الفلسطينيين، شملت التدقيق في الهويات الشخصية واحتجاز بعضها عند البوابات.
جماعات الهيكل تستغل المناسبات الدينية
تستغل جماعات "الهيكل" المزعوم المناسبات اليهودية لتنفيذ اقتحامات واسعة النطاق، في محاولة لفرض الطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى، بما يمثل خطوة خطيرة نحو تكريس وقائع جديدة تمس الهوية الدينية والتاريخية للحرم القدسي الشريف.
وتأتي هذه الاقتحامات ضمن مساعٍ متواصلة لتغيير الوضع القائم في المسجد، وسط تحذيرات من محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني، وهو ما يهدد الاستقرار الديني ويزيد من حدة التوتر في المدينة المقدسة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوات مقدسية للتصدي والمواجهة
في المقابل، تتواصل الدعوات المقدسية لأهالي القدس والداخل الفلسطيني للحشد والرباط في باحات المسجد الأقصى، بهدف التصدي لهذه الاقتحامات، والتأكيد على أن المسجد يمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وتتعرض ساحات المسجد الأقصى لاقتحامات يومية من قبل مجموعات المستوطنين، باستثناء يومي الجمعة والسبت، في فترات صباحية ومسائية، وسط حماية أمنية مكثفة، ما يفاقم من التوترات ويهدد الوضع القائم في الحرم الشريف.
المسجد الأقصى في قلب المواجهة
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تتزايد الدعوات الدولية للحفاظ على الوضع التاريخي والديني للمسجد الأقصى، واحترام حرية العبادة فيه. ويؤكد المقدسيون أن التصعيد الأخير يتطلب موقفًا حازمًا من الجهات المعنية، لوقف الانتهاكات المتكررة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في بيان لها: "ما يجري في المسجد الأقصى هو محاولة لفرض واقع جديد، ونحن نؤكد أن الحرم القدسي الشريف سيبقى مكانًا مقدسًا للمسلمين، ولن يُسمح بتغيير طابعه التاريخي والديني بأي شكل من الأشكال".
طالع أيضًأ:
مع اقتراب رأس السنة العبرية.. سكان إسرائيل يتجاوزون عشرة ملايين