حذر المحامي والناشط شحدة بن بري من أن المجتمع العربي في النقب يواجه "عملية جراحية جديدة" تستهدف هدم بيته وهويته القومية، في ظل خطة إسرائيلية خطيرة تهدف إلى تقويض النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع البدوي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن هذه الخطة تشمل إجراءات متعددة، من بينها قطع الروابط بين أبناء النقب وأشقائهم في الضفة الغربية، سواء عبر منع الزواج أو التجارة أو الاستقرار، إلى جانب محاولات لإدخال معلمات مجندات يهوديات يرتدين الزي العسكري في المدارس البدوية، بهدف تمرير خطة لتجنيد الشباب وتشتيت الهوية الوطنية لديهم عبر الترويج للخدمة العسكرية كـ"واجب وطني".
وأشار أيضًا إلى محاولات تقسيم المجالس المحلية وتحويلها إلى أدوات سلطوية بيد الحكومة الإسرائيلية، حيث يسعى مدير وزارة الداخلية لتعيين رؤساء جدد لهذه المجالس بما يخدم أجندة الاحتلال، مع تقليص صلاحيات المجالس الحالية وتحديد المساحات الخدمية المقدمة للسكان، خاصة في مناطق البدو بالنقب مثل مدينة رهط وغيرها.
إبادة ممنهجة لشخصية عرب النقب
وتابع: "الخطر الأكبر يكمن في استهداف الانتماء القومي العربي ومحاولة محو الهوية والكيان الثقافي والسياسي، هذا المشروع إبادة ممنهجة لشخصية الإنسان العربي في النقب، لا تقتصر على الهدم المادي وإنّما تطال التاريخ والذاكرة والهوية".
وفيما يتعلق بآليات المواجهة، أكد المحامي على أهمية التوعية المجتمعية والوعي السياسي، لا سيما من خلال دور الأهالي والمربين والسياسيين والصحفيين في حماية الأجيال القادمة من محاولات الاستحواذ على عقول الأطفال وتوجيههم لخدمة أجندات الحكومة الإسرائيلية.
وناشد بن بري المجتمع البدوي وكل أبناء الوسط العربي بالتصدي لهذه المخططات، مؤكداً أن المعركة الحقيقية هي معركة وعي وثقافة لحماية الهوية والوجود، وقال: "لسنا مستعدين لأن نفقد أبنائنا ليصبحوا أدوات ضد شعبهم في المستقبل".