حذر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، من أن استمرار الحرب على غزة قد يؤدي إلى فقدان إسرائيل لما تبقى من حلفائها الدوليين، مشيرًا إلى أن ممارساتها العسكرية تُضعف الدعم العالمي وتُقوض فرص السلام.
وجاءت تصريحات ميتسوتاكيس خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، حيث عبّر عن موقف متوازن بين الشراكة السياسية وبين الالتزام بالمبادئ الإنسانية.
انتقاد واضح لسقوط الضحايا المدنيين
قال ميتسوتاكيس إن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023"، لكنه شدد على أن "مقتل آلاف الأطفال لا يمكن تبريره تحت أي ظرف".
وأضاف: "بلادي تحافظ على شراكة استراتيجية مع إسرائيل، لكن هذا لا يمنعنا من التحدث بوضوح وصراحة. استمرار هذا المسار سيضر بمصالح إسرائيل ويؤدي إلى تآكل الدعم الدولي لها."
وأكد أن الحل السياسي القائم على مبدأ الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار، محذرًا من أن تجاهل هذا المسار يُعرض العلاقات الدولية للخطر.
انتقادات شعبية ومواقف سياسية متباينة في اليونان
تأتي تصريحات ميتسوتاكيس في ظل تصاعد الانتقادات الشعبية داخل اليونان تجاه الحرب على غزة، حيث شهدت البلاد مظاهرات واسعة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء السابق، أليكسيس تسيبراس، قد دعا في وقت سابق إلى اعتراف رسمي بدولة فلسطين، في خطوة تعكس التباين السياسي داخل اليونان بشأن القضية الفلسطينية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما أشار تقرير للوكالة الفرنسية إلى أن طائرة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حلّقت فوق الأجواء اليونانية أثناء توجهه إلى نيويورك، لتفادي المرور في أجواء دول أخرى بسبب مذكرة توقيف صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
دعوات أوروبية متزايدة للاعتراف بفلسطين
رغم أن اليونان لم تعترف رسميًا بدولة فلسطين، إلا أن ميتسوتاكيس دعا في كلمته الدول التي لم تقدم على هذه الخطوة، إلى مراجعة مواقفها، مؤكدًا أن الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بات ضرورة أخلاقية وسياسية.
وقال: "أقول لأصدقائي الإسرائيليين إنهم يخاطرون بابتعاد كل حلفائهم المتبقين إذا استمروا في مسار عمل يقضي على إمكانية حل الدولتين."
موقف يوناني يوازن بين الشراكة والمبادئ
تصريحات رئيس الوزراء اليوناني تعكس تحولًا في الخطاب الأوروبي تجاه الحرب على غزة، وتفتح الباب أمام مراجعة السياسات التقليدية في ضوء التطورات الإنسانية والسياسية.
ومع تصاعد التحركات الشعبية والمطالبات السياسية، يبقى الموقف اليوناني مرشحًا للتطور، وسط دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب، والعودة إلى مسار الحل السياسي العادل.
طالع أيضًا:
أرقام الضحايا في غزة تفضح التباين بين الرواية الفلسطينية والإسرائيلية
