أعلنت الشرطة، في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، صباح اليوم الثلاثاء، عن إحباط مخطط لتنفيذ عملية تفجيرية بواسطة عبوة ناسفة ضد جنود في محطة للباصات قرب محطة القطار في مدينة عكا، وذلك بعد اعتقال شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من سكان المدينة، يُشتبه بتماهيه مع تنظيم الدولة الإسلامية.
تفاصيل الاعتقال والتحقيقات الأولية
وبحسب البيان الرسمي، فإن الشاب المشتبه به قام بخطوات عملية لإنتاج مواد متفجرة، كما حاول تشويش الإجراءات خلال عملية اعتقاله، ما استدعى تدخلًا أمنيًا سريعًا.
وخلال التحقيقات، تبينت صورة خطيرة حول نية المشتبه به لتنفيذ العملية على خلفية قومية، وباسم تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تواصل مع نشطاء من التنظيم خارج البلاد، وفق ما جاء في البيان.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأشار البيان إلى أن النيابة العامة في لواء حيفا ستقدم اليوم لائحة اتهام ضد المشتبه به، تتضمن بنودًا تتعلق بمحاولة تنفيذ عمل إرهابي، تصنيع مواد متفجرة، والتواصل مع جهات خارجية معادية.
تعزيز الإجراءات الأمنية في عكا
عقب الكشف عن المخطط، عززت الشرطة من وجودها في محيط محطة الباصات ومحطة القطار في عكا، وأجرت عمليات تفتيش واسعة للتأكد من عدم وجود تهديدات إضافية، كما تم رفع مستوى التأهب في عدد من المناطق الحيوية، وسط دعوات من السكان لتعزيز الرقابة الأمنية ومنع تكرار مثل هذه المحاولات.
المحامي نمير إدلبي: رواية الشرطة مضخّمة وتفتقر للأدلة
من ناحيته، قال المحامي نمير إدلبي، إن البيان الذي أصدرته الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) حول "إحباط مخطط لتفجير محطة باصات في عكا" والحديث عن انتماء شاب لتنظيم داعش، هو بيان مضخّم للغاية و"عاري عن الصحة"، مشددًا على أن الملف يفتقر لأي دليل عيني يثبت جدية هذه المزاعم.
وفي حديثه لبرنامج يوم جديد، أوضح إدلبي أن الشاب المعتقل يبلغ من العمر 18 عامًا ومن سكان عكا، وهو موقوف منذ نحو 40 يومًا.
وخلال فترة طويلة من التحقيقات على يد الشاباك، مُنع من لقاء محامٍ، ما شكّل ضغطًا كبيرًا عليه.
"اعتراف تحت الضغط وتراجع سريع عن الأقوال"
وأضاف أن الشاب أدلى باعتراف أولي بوجود "فكرة" لتنفيذ عملية، لكنه سرعان ما تراجع عن أقواله حتى قبل السماح له بمقابلة محامٍ، مؤكدًا أن اعترافه كان "حكي فاضي" لم يتبعه أي خطوة عملية.
وأشار المحامي إلى أن التحقيقات لم تُسفر عن العثور على أي معدات أو أدوات تصنيع عبوات ناسفة في منزل الشاب، ما يؤكد أن القضية قائمة فقط على اعترافات انتُزعت في ظروف ضغط شديد.
ولفت إلى أن الرواية الرسمية توحي وكأن الشاب كان في طريقه للتفجير وبحوزته عبوة، بينما لا أساس لذلك في التحقيقات.
وحول خلفية الاعتقال، بيّن إدلبي أن الشاب تواصل عبر شبكات اجتماعية مع شخص اتُّهم لاحقًا بالانتماء إلى داعش، لكن المعتقل "بعيد كل البعد عن التنظيم" وليس متدينًا أو صاحب توجهات أيديولوجية مشابهة، بل يفتقر لأي مؤشرات على نية جدية مثل كتابة وصية أو مبايعة داعش، وهي تفاصيل عادة ما ترد في مثل هذه القضايا.
وأكد أن الملف سيُحال إلى المحكمة مع لائحة اتهام، فيما ستطالب النيابة بتمديد اعتقال الشاب حتى انتهاء الإجراءات القضائية.
كما أوضح أن الدفاع سيبحث لاحقًا في الجوانب العقلية والاجتماعية الخاصة بالمعتقل، معتبرًا أن تضخيم الملف يندرج في إطار حاجة الأجهزة الأمنية إلى الترويج لإنجازات "إحباط عمليات".
ردود فعل وتحذيرات من التصعيد
قال المتحدث باسم الشرطة:"العملية التي تم إحباطها كانت في مراحل متقدمة، وقد نُفذت جهود استخباراتية دقيقة لمنع وقوع كارثة. نؤكد أن الأجهزة الأمنية ستواصل العمل لمنع أي تهديد يستهدف المدنيين أو الجنود."
ومن جهتها، دعت جهات حقوقية إلى التعامل بحذر مع هذه القضايا، وضمان أن تتم الإجراءات القانونية وفقًا للمعايير القضائية، دون المساس بحقوق الأفراد خلال التحقيقات.
يقظة أمنية في مواجهة التهديدات
تُظهر هذه الحادثة أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية في مواجهة التهديدات الداخلية، خاصة تلك المرتبطة بتنظيمات متطرفة. وفي ظل استمرار التوترات الإقليمية، تبقى اليقظة الأمنية ضرورة ملحة لحماية المدنيين، ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار داخل المدن.
طالع أيضًا:
