قال المحامي د. حسن جبارين، مدير مركز عدالة الحقوقي، إن الشروط التي فرضتها الشرطة الإسرائيلية على منظمي مسيرة إحياء ذكرى هبة أكتوبر 2000 في سخنين "تعجيزية وغير قانونية"، مشددًا على أن من حق الجماهير العربية إحياء هذه المناسبة الوطنية بحرية ودون قيود تمس جوهرها.
وأوضح جبارين أن التجربة السابقة في مدينة أم الفحم قبل أسبوع أظهرت إمكانية التراجع عن مثل هذه الشروط بعد التواصل مع الشرطة والضغط القانوني، مشيرًا إلى أن "الرهان على المفاوضات القضائية والسياسية ما زال قائمًا"، رغم تعقيدات التوقيت المرتبط بعشية "يوم الغفران" اليهودي.
وأكد أن أبرز إشكالية في الشروط المطروحة تتعلق بتحديد عدد المشاركين بحد أقصى ألفي شخص، وهو ما اعتبره "أمرًا غير منطقي ولا يمكن تطبيقه"، قائلاً: "لا يملك أي منظم سلطة منع الناس من ممارسة حقهم في التظاهر والسير في الشوارع، والشرطة لا تستطيع تحويل المنظم إلى دولة بحد ذاته تتحكم بالدخول والخروج".
وعن ذكرى هبة أكتوبر، شدد جبارين على أن إحياءها بعد 25 عامًا يبقى واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا قبل أن يكون سياسيًا، قائلاً: "علينا أولًا أن نتذكر أسماء الشهداء، زيارة قبورهم وذويهم، فهذا يمنح قضيتنا بعدها الإنساني والأخلاقي". وأضاف أن الذكرى تحمل رسائل تذكير بجرائم الشرطة الإسرائيلية، وضرورة الاستمرار في النضال من أجل الحقوق الأساسية.
ورأى جبارين أن الوضع السياسي الراهن أسوأ مما كان عليه قبل سنوات، قائلاً: "اليوم، يُقتل الفلسطينيون يوميًا ولا يذكر حتى اسمهم، بينما في أكتوبر 2000 ورغم سقوط 13 شهيدًا، كان هناك نقاش جماهيري ولجنة تحقيق رسمية وتعويضات لبعض العائلات".
وختم بالقول: "عدم التنازل عن الحق، حتى بعد مرور عقود، يظل موقفًا مبدئيًا، والاعتراف الرسمي بمسؤولية إسرائيل يبقى استحقاقًا تاريخيًا لا يسقط بالتقادم".