أكد المؤرخ البروفيسور محمود يزبك، أن الذكرى الخامسة والعشرين لهبة القدس والأقصى تمثل محطة مركزية في الذاكرة الجمعية للفلسطينيين داخل أراضي 48.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الذاكرة الوطنية لا يمكن أن تبقى حية فقط عبر تناقلها بين الأجيال، بل تحتاج إلى مؤسسات تعمل على تعميقها ودعمها من خلال فعاليات وانتاجات ثقافية وتربوية مستمرة.
وأوضح "يزبك" أن محاولات المؤسسة الإسرائيلية لقمع هذه الذاكرة أو تجاهلها، كما حدث في المناهج التعليمية التي حذفت أي ذكر لكلمة "فلسطين"، جاءت بنتائج عكسية، إذ ساهمت في تعزيز الرواية الفلسطينية وصياغتها بشكل مستقل عن السردية الرسمية الإسرائيلية.
وأضاف أن تجارب السنوات الأخيرة أظهرت أن كلما حاولت الشرطة أو السلطات منع الفعاليات، ازداد إصرار الناس على المشاركة، ما جعل هذه المناسبات أكثر حضورًا في الإعلام والوعي الجمعي.
وأشار إلى أن جيل الشباب الفلسطيني، رغم التحولات العالمية والتقدم التكنولوجي، بات أكثر تمسكًا بهذه الذكريات بفضل سهولة الوصول إلى المعلومات عبر الوسائل الرقمية الحديثة، ما جعل محاولات التعتيم أو الطمس بلا جدوى.
كما شدد على أن المؤسسات المحلية والوطنية الفلسطينية تلعب دورًا بديلًا عن غياب الدولة في الحفاظ على هذه الذكرى وتنظيم الفعاليات، مستشهدًا بمحاولة الشرطة الإسرائيلية فرض شروط تعجيزية على مسيرة إحياء ذكرى أكتوبر في سخنين هذا العام، مثل تحديد العدد الأقصى للمشاركين بألفي شخص ومنع بعض الشعارات.
ويرى "يزبك" أن هذه الممارسات تكشف عن انفصال المؤسسة الإسرائيلية عن الواقع الشعبي، وتؤكد في الوقت نفسه أن الذاكرة الفلسطينية لا تضعف تحت الضغط، بل تتجذر أكثر.
واختتم بالقول إن استدعاء ذكرى هبة القدس والأقصى بعد 25 عامًا لا يقتصر على تكريم الشهداء فقط، بل يشكل ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الفلسطينية واستمرار النضال من أجل الاعتراف بالحقوق التاريخية والوطنية.