أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع وصلت إلى مستوى غير مسبوق، واصفًا ما يجري بأنه "أسوأ كارثة إنسانية يشهدها الشعب الفلسطيني في تاريخه الحديث".
وأوضح أن القصف الإسرائيلي المستمر، خصوصًا في مدينة غزة ومحيطها، دفع مئات الآلاف للنزوح إلى مناطق الوسط والجنوب، وتحديدًا في منطقة المواصي المكتظة، حيث يعيش النازحون أوضاعًا مأساوية تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
فجوات في المبادرة الأمريكية
وأشار الشوا إلى أن مطلب الفلسطينيين واضح ويتمثل في وقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل، لافتًا إلى أن المبادرة الأمريكية المطروحة تحتوي على فجوات كبيرة، أبرزها غياب ضمانات تمنع إسرائيل من استئناف الحرب، أو من فرض وقائع جديدة على الأرض مثل اقتطاع مساحات من القطاع أو تشديد الحصار.
ورغم ذلك، دعا إلى توافق وطني فلسطيني بشأن الموقف من المبادرة، مؤكدًا أن وحدة القرار السياسي ضرورية لتخفيف معاناة المدنيين.
مأساة النازحين
وعن أوضاع النازحين، أوضح الشوا أنه تجول ميدانيًا في عدة مناطق ووقف على معاناة آلاف الأسر التي تعيش في العراء، بلا مأوى أو مياه نظيفة أو غذاء كافٍ.
وقال: "هناك أسر لم تتلق وجبة واحدة منذ أيام، وأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، وبعضهم فقدوا العلاج الذي كانوا يتلقونه في العيادات الصحية قبل الحرب". وأضاف أن 90% من سكان القطاع فقدوا مصادر دخلهم، وأن كثيرين اضطروا لبيع مقتنياتهم لتأمين خيمة أو بطانية.
استهداف المؤسسات الإنسانية
وبيّن الشوا أن المنظمات الأهلية الفلسطينية تبذل جهودًا مضنية لتوفير بعض الخدمات رغم استهداف الجيش لمقراتها ومقدراتها. وأشار إلى أن هذه الجهود لا ترقى لمستوى الكارثة، حيث تُستخدم عربات بدائية لنقل المياه، وتوزَّع آلاف الوجبات على مئات آلاف المحتاجين يوميًا.
وأضاف أن غياب الممرات الإنسانية وتقييد دخول المساعدات يفاقمان الوضع، مع وجود أكثر من 16 ألف مريض بحاجة عاجلة للإخلاء الطبي.
كارثة تهدد أجيالاً كاملة
وختم الشوا بالتأكيد على أن تداعيات هذه الكارثة ستمتد لسنوات طويلة، خصوصًا على الأطفال الذين يواجهون الجوع ونقص العلاج.
وقال: "ما يحدث في غزة يفوق ما شهدته مناطق الكوارث والصراعات الأخرى حول العالم، وهو نتيجة مباشرة لفشل المجتمع الدولي في حماية المدنيين ووقف العدوان"، داعيًا إلى تحرك عاجل يضمن حماية الفلسطينيين ووقف المأساة المستمرة.