قُتل عنصر من قوى الأمن الداخلي ومدني واحد على الأقلّ في مدينة حلب، ليل الإثنين–الثلاثاء، إثر قصف نفذته قوات كردية على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، في تصعيد جديد يعكس التوتر المتجدد بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والسلطات الحكومية في دمشق، وسط نزوح عشرات العائلات وتضرر واسع في الممتلكات والبنية التحتية.
اشتباكات وقصف متبادل في الشيخ مقصود والأشرفية
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" بأن قوات قسد استهدفت الأحياء السكنية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى المدنيين، بينهم نساء وأطفال، كما أعلنت القناة التلفزيونية الحكومية مقتل مدني في القصف، مشيرة إلى نزوح عشرات العائلات من المنطقة.
في المقابل، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية ردّت بقصف بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، واستخدمت طائرات مسيّرة انتحارية لاستهداف مواقع في عمق الشيخ مقصود، ما تسبب في أضرار مادية كبيرة.
دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد
دعا محافظ حلب عزام الغريب عبر صفحته على فيسبوك السكان إلى الالتزام بمنازلهم والابتعاد عن أماكن الاشتباكات، مؤكدًا أن السلطات تسعى مع الأطراف المعنية إلى التهدئة ووقف التصعيد.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات داخل المدينة، التي تشهد توترًا متصاعدًا منذ انسحاب "قسد" رسميًا من بعض الأحياء في أبريل الماضي، ضمن اتفاق غير مكتمل مع الحكومة الجديدة في دمشق.
تبادل الاتهامات بين قسد والحكومة المؤقتة
من جانبها، نفت قوات سوريا الديمقراطية شن أي هجوم على قوات الأمن الحكومية، مشيرة إلى أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لاستفزازات فصائل الحكومة المؤقتة ومحاولاتها التوغل بالدبابات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأكدت أن الأهالي في الشيخ مقصود والأشرفية يدافعون عن أنفسهم إلى جانب قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، التي تقوم بواجبها في حماية المدنيين.
كما أصدرت الأسايش بيانًا أكدت فيه أنها تصدت لهجوم شنته القوات الحكومية على عدة محاور في محيط الحيين، مشددة على أن هدفها هو حفظ الأمن والاستقرار.
المدنيون بين نيران الاشتباكات وتجاهل دولي
في ظل هذا التصعيد، يبقى المدنيون في حلب ضحايا الاشتباكات المتكررة، وسط غياب واضح لأي تدخل دولي فاعل لوقف النزيف. وبينما تتواصل المعارك، تتفاقم المعاناة الإنسانية.
طالع أيضًا:
