يُعتبر التعلق بين الطفل ووالديه جزءًا طبيعيًا وأساسيًا في نموه العاطفي، فهو الرابط الذي يمنحه الشعور بالأمان والثقة.
لكن في بعض الحالات، قد يتحول هذا التعلق إلى اعتماد مفرط على أحد الوالدين فقط، مما يخلق تحديات في توازن العلاقة داخل الأسرة.
فهم هذا النمط ليس اتهامًا للطفل أو للوالد المفضل، بل خطوة ضرورية للتعرف على العوامل المؤثرة والعمل على توجيه الطفل برفق وحكمة دون التأثير على استقلاليته أو انسجام الأسرة.
أسباب التعلق المفرط بالوالد
وفقًا لموقع "Talk Third Space"، هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى التعلق المفرط:
المحاباة: شعور الطفل بأن أحد الوالدين أقرب له أو أكثر تفهمًا.
أنماط التربية: الحماية الزائدة أو التساهل الكبير قد يعززان هذا الارتباط.
التغييرات العائلية: مثل الطلاق أو الانتقال لمكان جديد، حيث يسعى الطفل للشعور بالاستقرار.
العوامل النفسية: القلق أو التجارب الصعبة التي تدفع الطفل للتشبث بالوالد المفضل.
علامات الإفراط في التعلق
يمكن ملاحظة هذا النمط من خلال عدة مؤشرات:
اعتماد عاطفي مبالغ فيه على أحد الوالدين.
تمسك جسدي مستمر بالوالد المفضل ورفض الانفصال عنه.
شعور بالخوف الشديد عند الغياب المؤقت.
الحاجة المفرطة للموافقة على كل تصرف.
تُشير هذه العلامات إلى صعوبة الطفل في تنمية استقلاليته وبناء ثقته بنفسه.
استراتيجيات للتعامل مع التعلق المفرط
لمعالجة هذه المشكلة، يمكن للأهل اتباع عدة خطوات عملية:
تشجيع الاستقلالية: من خلال أنشطة مناسبة لعمر الطفل وتحفيزه على خوض تجاربه الخاصة.
تعزيز العلاقة بالوالد الآخر: عبر قضاء وقت مشترك وأنشطة ممتعة.
الروتين والحدود الواضحة: وضع جدول يومي ثابت يمنح الطفل شعورًا بالأمان حتى في غياب الوالد المفضل.
الدعم النفسي عند الحاجة: في بعض الحالات، قد يكون اللجوء لمتخصص نفسي مفيدًا لدعم الأسرة بأساليب مناسبة.
دور الوالد غير المفضل في إعادة التوازن
الوالد غير المفضل يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق التوازن العاطفي للطفل:
المشاركة بفعالية في حياة الطفل وإظهار الاهتمام والدعم المستمر.
التعاون مع الوالد المفضل بدلًا من الشعور بالإقصاء أو المنافسة.
المشاركة في القرارات والأنشطة اليومية لتعزيز تعلق صحي ومتوازن.
تُساعد هذه الخطوات الطفل على توزيع تعلقه بشكل صحي، مما يعزز استقراره النفسي ويقوي العلاقة مع كلا الوالدين.
طالع أيضًا